image

تصاعد الدخان جراء انفجار في جنوب غرب طهران (CNN) صور غيتي

مع اقترابنا من اليوم العاشر للأزمة بين إسرائيل وإيران، يشتد الترقب لما إذا كانت الدبلوماسية قادرة على وقف التصعيد، أو ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيُطلق شرارة تدخل عسكري يستهدف تدمير ما تبقى من البنية التحتية النووية الإيرانية، وخاصة منشأة فوردو المدفونة في عمق الأرض.

حتى يوم السبت، وبعد يومين من مهلة ترامب لاختبار المسار الدبلوماسي، يبدو أن المواجهة دخلت مرحلة “الجمود التكتيكي”. فإسرائيل باتت تسيطر على الأجواء الإيرانية وتضرب أهدافها متى شاءت، بينما تستمر إيران في الرد بصواريخ ومسيرات بأعداد أقل. معادلة عسكرية تصب لصالح تل أبيب، لكنها لا ترسم نهاية استراتيجية واضحة.

في مقاله التحليلي عبر شبكة CNN الأميركية، يقترح بريت ماكجورك أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل الأزمة:

  1. تسوية دبلوماسية: تبقى النتيجة الأفضل لكنها متعثرة. فمحادثات جنيف بين إيران وأوروبا لم تثمر، وغياب واشنطن زاد الأمور تعقيداً. ومع ذلك، يرى ماكجورك أن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، لا يزال يملك ورقة عرض متوازن قد يشكل مخرجاً.
  2. ضربة أميركية لفوردو: واشنطن تنشر ثلاث مجموعات حاملة طائرات في المنطقة، في استعراض قوة هو الأكبر منذ 2012. ترامب أمر بالاستعداد لضربة، والرسالة إلى طهران واضحة: الوقت ينفد، والخيار العسكري على الطاولة.
  3. عملية إسرائيلية مستقلة: نتنياهو لمح إلى أن إسرائيل قد تجد وسيلة لتفكيك فوردو من دون تدخل أميركي، كما فعلت سابقاً في غارات خاصة على مواقع في سوريا. لكن ماكجورك يشك في قدرة إسرائيل على تنفيذ مثل هذه العملية نظراً لموقع المنشأة وتعقيدها.
  4. استمرار الأزمة: السيناريو الأكثر ترجيحاً بحسب الكاتب. ضربات متبادلة، استنزاف تدريجي، بلا نهاية واضحة. إسرائيل تواصل تقييد قدرات إيران النووية، والدبلوماسية تتحرك في الخلفية دون زخم كافٍ.

تنشيط المسار السياسي؟

يرى ماكجورك أن الفرصة لا تزال قائمة لتنشيط الجهود السياسية، عبر توسيع المسار ليشمل غزة. فهناك مقترح بهدنة لـ60 يوماً مقابل إطلاق نصف الرهائن، يقترن بتجميد تخصيب اليورانيوم في إيران للفترة نفسها، كمحاولة لاحتواء الأزمات المتداخلة.

الخلاصة

رغم التوتر الهائل، تبقى النافذة الدبلوماسية مفتوحة بشروط. فإما أن تنخرط إيران في الحل المقترح، أو تواجه ضربة أميركية وشيكة. ماكجورك يعتقد أن الخيار الثاني أو الرابع هما الأرجح، ما لم تتحرك الدبلوماسية سريعاً.

من وحدة التحليل السياسي – لندن | اليوم ميديا