
من المصدر
لندن – (ربيع يحيى)
في ما يشبه الكارثة الصامتة، كشفت بيانات رسمية صادرة عن وزارتي الصحة وحماية البيئة في إسرائيل أن تلوث الهواء يتسبب بوفاة أكثر من 6100 إسرائيلي سنويًا، وفق ما أوردته قناة “الأخبار 12” العبرية، يوم الثلاثاء.
وصف “تومير غيريتل”، منسق العلاقات الحكومية في منظمة “الاتجاه الأخضر”، هذه الأرقام بـ”الجريمة”، مشيرًا إلى أنها تفوق بثلاثة أضعاف حصيلة قتلى الحرب الجارية حاليًا، مطالبًا بفرض عقوبات فورية على شركة الكهرباء الحكومية بسبب مساهمتها الكبيرة في الأزمة.
في عام 2023، سجّلت إسرائيل 5510 حالة وفاة مرتبطة بتلوث الهواء، وهو رقم تضاعف مقارنةً بالمتوسط السنوي المُعلن سابقًا والذي بلغ 2500 وفاة، ما يعكس تسارعًا خطيرًا في معدلات الوفاة الناجمة عن هذه الظاهرة.
موت مبكر وشركة الكهرباء في مرمى النيران
تُصنّف هذه الوفيات ضمن حالات “الموت المبكر”، نتيجة استنشاق الجسيمات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، ما يؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة.
وتحمّل منظمات البيئة المسؤولية الكبرى لشركة الكهرباء الإسرائيلية، خصوصًا محطة “أوروت رابين” في مدينة الخضيرة، التي تُعدّ – بحسب وزارة البيئة – المصدر الأكثر تلويثًا في البلاد.
ورغم تعهدات سابقة من الشركة بالتحوّل إلى الغاز الطبيعي، فإن خطتها تواجه انتقادات شديدة بسبب تأجيلات متكررة، وسط مخاوف من استمرار الاعتماد على الفحم حتى عام 2027، ما يُفاقم حجم الانبعاثات القاتلة.
محطة “أوروت رابين”: مصدر التسمم الجماعي
تطلق المحطة الواقعة شمال البلاد آلاف الأطنان من الغازات السامة سنويًا، ما يجعلها – وحدها – مسؤولة عن نسبة تلوث تماثل إجمالي التلوث الناتج عن ثمانية مصانع كبرى تُعد الأكثر تلويثًا في إسرائيل.
وتعاني مدينة الخضيرة، حيث تقع المحطة، من نسب مرتفعة للغاية في الإصابة بسرطان الرئة، مقارنة بباقي المناطق، ما يعيد الجدل بشأن التراخي الرسمي في تطبيق المعايير البيئية الصارمة، رغم تحذيرات المنظمات الحقوقية وخبراء الصحة العامة.