لقطة الشاشة 2025-06-08 في 9.07.20 ص

صورة من الانفجار

القاهرة – أحمد القاضي

في مشهد بطولي لا يُنسى، دوّى اسم “خالد شوقي” في أرجاء مصر، بعد أن ضحى السائق الأربعيني بحياته ليمنع كارثة محققة كانت تهدد آلاف السكان في مدينة العاشر من رمضان شرقي القاهرة.

الحادثة وقعت في ثالث أيام عيد الأضحى، حين كان خالد يفرغ حمولة شاحنة محمّلة بالبنزين في إحدى محطات الوقود. فجأة، انفجر التانك الخلفي للشاحنة، على الأرجح نتيجة خلل فني وارتفاع شديد في درجة الحرارة. ومع اندلاع ألسنة اللهب، لم يتردد خالد للحظة، فاندفع نحو مقعد القيادة، وانطلق بالشاحنة المشتعلة مبتعدًا عن خزانات الوقود ومنازل المواطنين، مانعًا انفجارًا كان سيتسبب بكارثة إنسانية ومادية هائلة.

مقاطع فيديو صوّرها شهود عيان أظهرت خالد وهو يترجل من الشاحنة والنيران أحرقت جسده، قبل أن يُنقل إلى المستشفى مصابًا بحروق بالغة من الدرجة الأولى والثانية، ليفارق الحياة بعد أيام من المقاومة الصامتة.

وفور إعلان وفاته، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تعاطف وإشادة واسعة، مطالبين بتكريمه رسميًا. وقد لبّت الحكومة الدعوات، حيث نعاه مجلس الوزراء المصري، وأصدر مسؤولو المدينة قرارًا بإطلاق اسمه على أحد شوارع العاشر من رمضان تخليدًا لبطولته.

خالد شوقي، لم يكن مجرد سائق، بل رمز نادر للإيثار والشجاعة… رجل وقف وحده في وجه الموت لينقذ مدينة كاملة.