
تعبيرية
لندن – مريم عيسى
في ظل التحديات البيئية التي تهدد حياة المحيطات، تستضيف مدينة نيس الفرنسية خلال 9-13 يونيو الجاري أكبر قمة للأمم المتحدة مخصصة لحماية المحيطات. ولكن ما هو الثمن الحقيقي لإنقاذ “كنز الأرض الأزرق” من آثار التغير المناخي؟
كشف تقرير حديث صادر عن تحالف من منظمات حماية الطبيعة أن تمويل حماية المحيطات لا يتجاوز 1.2 مليار دولار سنويًا، بينما يحتاج العالم إلى 15.8 مليار دولار سنويًا لحماية 30% من المحيطات بحلول 2030.
تُظهر التقديرات أن حماية هذا النسبة ستوفر نحو 85 مليار دولار سنويًا بحلول 2050، عبر حماية السواحل الطبيعية، وخفض انبعاثات الكربون من فقدان الأعشاب البحرية، واستعادة مصائد الأسماك المتضررة.
حتى الآن، لا تتجاوز نسبة المحيطات المحمية فعليًا 2.7%، بعيدة جدًا عن هدف 2030، مما يضع مستقبل البيئة البحرية على المحك.
المحيطات تدعم اقتصاد العالم عبر صيد الأسماك، والطاقة البحرية، واستخراج المعادن، والشحن، والسياحة، حيث تساهم بقيمة مضافة تبلغ 1.5 تريليون دولار وتوفر 31 مليون وظيفة.
القطاع الخاص أيضًا يُعد لاعبًا حيويًا في هذا الملف، مع قدرة على جمع استثمارات تتراوح بين 83 و186 مليار دولار سنويًا، ما سيدعم جهود حماية البيئة البحرية ويعود بالنفع على مصالح الشركات.
خاصةً قطاع الشحن، الذي يحتاج إلى 77 مليار دولار سنويًا لتقليل انبعاثاته، والسياحة البحرية التي يمكنها تخصيص جزء من إيراداتها لحماية الشعاب المرجانية والمناطق الساحلية.
في هذا السياق، يبرز السباق الدولي للتصديق على “معاهدة أعالي البحار” التي تهدف إلى حماية 30% من بحار العالم بحلول 2030، إلا أن التصديقات حتى الآن بلغت 29 دولة فقط من أصل 60 مطلوبة لدخولها حيز التنفيذ.
فرنسا تقود جهود توسيع تحالف الدول الداعمة، وترى أن فشل المعاهدة سيكون “كارثة بيئية” تؤثر على مستقبل المحيطات ورفاهية البشرية.