
لوحات إعلانية في الرياض
في زمن تفيض فيه المنصات بالضجيج الرقمي، نادراً ما يلفت وسمٌ محليّ الأنظار دون حدثٍ جلل. لكن وسم #بالرياض كسر هذه القاعدة كالصاعقة: أكثر من 2 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة فقط، وترند متقدم على “إكس” (تويتر سابقاً)، و”تيك توك”، وحتى على “سناب شات” في المملكة.
لكن.. ما السرّ؟
هل هو خبر أمني؟ احتفالية ضخمة؟ حادث غريب؟ أم أن العاصمة تختزن ما هو أكبر من العناوين التقليدية؟
الرياض.. عاصمة تتحول إلى “مشهد” كامل
بداية، لا بد من الاعتراف أن الرياض لم تعد مدينة، بل أصبحت حالة. ما بين التحولات الاقتصادية الكبرى، والمشاريع الترفيهية العالمية، والانفتاح الثقافي المتسارع، بات كل ما يحدث “بالرياض” يُعتبر مادة قابلة للانتشار الفيروسي.
- موسم الرياض وحده خلق ثقافة “الحدث اللحظي”.
- النجوم العرب والعالميون يختارونها منصة أولى للعروض.
- حتى اللقطات العفوية في الشارع، تجد جمهوراً يتداولها بعطش.
لكن هذه المرة، لم يكن سبب تفجّر الوسم حدثاً واحداً، بل سلسلة من الظواهر:
الأسباب الخفية وراء 2 مليون مشاهدة:
- مشهد مفاجئ لسيارة فارهة تقتحم مجمعاً تجارياً، تم تداوله مع عبارة “بس كذا #بالرياض”.
- لقطة مؤثرة لطفل يرقص فرحاً في فعالية مجانية للعائلات.. “لأنها #بالرياض”.
- مشادة طريفة بين رجل أمن وشاب حول مخالفة، تحوّلت لنقاش فكاهي وانتشر كالنار.
هكذا تحوّل الوسم إلى مرآة تعكس المزاج الشعبي في العاصمة: المزاح، الحنين، الفخر، وحتى السخرية من بعض المبالغات.
تحليل: لماذا ينتشر الوسم بهذه القوة؟
بحسب متخصصين في تحليل المحتوى الرقمي، فإن الوسوم التي تحمل اسم مدينة تصبح تلقائياً أكثر جذباً، لأنها:
- تمنح المتلقي شعوراً بالانتماء.
- تثير الفضول لدى من هم خارج المدينة.
- تعزز فكرة “المشهد اللحظي”.. اللحظة التي تهم الجميع، حتى من دون سياق واضح.
كما أن خوارزميات المنصات تدفع بالوسم أكثر حينما يترافق مع فيديوهات قصيرة، ومواقف إنسانية أو كوميدية قابلة لإعادة النشر.
وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا