لقطة الشاشة 2025-05-14 في 3.14.12 ص

من لقاء ترامب والشرع - (مواقع التواصل)

(اليوم ميديا)

تناول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، الشاي مع جهادي سابق كانت الولايات المتحدة رصدت حتى وقت قريب مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

الشرع وترامب

التقى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسمه الحربي أبو محمد الجولاني، ترامب في الرياض بعد ستة أشهر من قيادته حملة سريعة أطاحت بنظام الأسد الذي استمر نصف قرن من الزمان، وطردت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران وأعلن نفسه زعيمًا للبلاد.

وأشاد ترامب بالشرع بشدة، وقال إن الرئيس السوري الجديد “لديه فرصة حقيقية لتوحيد بلاده”، وفق تقرير نشرته شبكة (CNN) الأميركية.

أُدرج الشرع على قائمة الولايات المتحدة للإرهابيين العالميين المُصنّفين خصيصًا عام ٢٠١٣ لقيادته فرع تنظيم القاعدة في سوريا، المعروف باسم جبهة النصرة، وتدبيره المزعوم لتفجيرات انتحارية في أنحاء سوريا.

وقد قضى الجهادي السابق، المولود في السعودية، سنوات في قتال القوات الأميركية في العراق قبل أن ينتقل إلى سوريا لقيادة تمرد إسلامي مسلح أطاح بالديكتاتور الوحشي بشار الأسد، وفق تعبير (CNN).

لقاء تاريخي

ووصفت سوريا اللقاء بأنه “تاريخي”، وهو الأول بين رئيس أميركي ورئيس سوري منذ 25 عاما، وجاء خلال جولة ترامب في الشرق الأوسط، وهي أول جولة زيارات دولة له خلال ولايته الثانية.

وظهر الزعيمان مبتسمين في صور نشرها البيت الأبيض ووزارة الخارجية السعودية.

وأكدت وزارة الخارجية السورية أن ترامب ملتزم "بالوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الحرجة".

وفي اليوم السابق، أعلن ترامب رفع العقوبات المفروضة منذ عقود على سوريا، وهي الخطوة التي أثارت تصفيقا حارا من الجمهور لمدة 40 ثانية، بما في ذلك تصفيق حار من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

يُذكر أن سوريا مُصنّفة من قِبَل الولايات المتحدة كدولة راعية للإرهاب منذ ديسمبر 1979.

يعاني الاقتصاد السوري من شللٍ مستمر منذ سنوات بسبب العقوبات الغربية. ومن أقسى هذه العقوبات قانون قيصر الأمريكي لعام ٢٠١٩، الذي فرض عقوباتٍ واسعة النطاق قيّدت الأفراد والشركات والحكومات من ممارسة أنشطة اقتصادية تدعم المجهود الحربي للأسد.

وحرصت دول الخليج على الاستثمار في سوريا ودعم اقتصادها، لكنها توخّت الحذر من انتهاك العقوبات الأمريكية. ومن المرجح أن تُزيل خطوة ترامب هذه العوائق، مما يُمهّد الطريق لاستثمارات محتملة بمليارات الدولارات.

التطبيع مع إسرائيل

وخلال الاجتماع، اقترح ترامب أن يتخذ الشرع سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل، وطرد "الإرهابيين" الأجانب، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم داعش، بحسب البيت الأبيض.

تفاؤل حذر بين السوريين

أضاءت الألعاب النارية سماء بعض أكبر المدن السورية بعد إعلان ترامب رفع العقوبات. ونُصبت لوحات إعلانية تشكر ترامب والأمير محمد بن سلمان.

وارتفعت قيمة الليرة السورية بنسبة تصل إلى 27% مقابل الدولار الأميركي عقب الإعلان. وذرف وزير الاقتصاد والتجارة السوري، محمد نضال الشعار، دموعه على الهواء مباشرة، مؤكدًا أن سوريا "تدخل الآن مرحلة جديدة".

لكن التفاؤل ليس شاملاً. فرفع العقوبات سيُسهم إسهاماً كبيراً في إضفاء الشرعية على نظام الشرع الجديد، ويشعر البعض في سوريا بالقلق إزاء معاملة (الجهاديين) السابقين للأقليات، وفقا لـCNN.

فرصة للمملكة العربية السعودية

على مدى عقود من الزمن، ظلت دول الخليج العربية خارج التدخل في سوريا مع سعي منافستها إيران إلى توسيع نفوذها في البلاد من خلال تحالفها مع نظام الأسد.

أدت الحرب الأهلية السورية التي استمرت عقدًا من الزمن إلى توتر شديد في العلاقات بين دمشق ومعظم الدول العربية، مما أدى في النهاية إلى طرد سوريا من جامعة الدول العربية.

أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، يوم الأربعاء، أن الرياض ستكون في طليعة جهود إنعاش الاقتصاد السوري. وقد تُمكّنها جهودها من أن تصبح لاعبًا مؤثرًا في البلاد، وأن تُوسّع نفوذها هناك لأول مرة.

وقال حسن الحسن، الباحث البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن المملكة العربية السعودية لديها "مصالح جيوستراتيجية في الشرق الأوسط" يمكن تحقيقها من خلال دعم النظام السوري الحالي.

وأضاف أن "المملكة العربية السعودية تريد أن تكون سوريا مستقرة، وهي تدرك أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى سوريا مستقرة هي من خلال تزويد الإدارة الحالية بالموارد الاقتصادية والأدوات اللازمة لتحقيق ما يسمى بالنصر".