image

عناصر من الجيش الإسرائيلي في غزة - (أرشيفية)

لندن – (ربيع يحيى)

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ600، وسط تقييمات إسرائيلية تشير إلى تحولات كبرى في المشهد الميداني، وتغيير في طبيعة المواجهة مع حركة “حماس”، التي لا تزال تحتفظ بعدد غير معروف من الأسرى وترسانة صاروخية محدودة لكنها مؤثرة.

ووفق ما أوردته صحيفة يسرائيل هايوم، فإن جيش الاحتلال يقدّر بقاء عدة آلاف من القذائف الصاروخية في حوزة حماس، من بينها المئات ذات المدى المتوسط. ومع ذلك، تمتنع الحركة عن استخدامها، إما بدافع ما يسميه الجيش “اقتصاد التسليح”، أو بسبب ضغط سكان القطاع الذين أصبحوا يدركون أن كل صاروخ ينطلق من حيّهم قد يؤدي إلى تدميره بالكامل.

الأنفاق والأسرى.. أوراق بقاء حماس

رغم الضربات المتواصلة، يرى الجيش الإسرائيلي أن حماس لا تزال تعمل عبر ألوية عسكرية منظمة، وتتمسك بأوراق قوة محدودة، أبرزها الأسرى، وشبكات الأنفاق التي توفر لها القدرة على الحركة والبقاء. بينما تتهم إسرائيل الحركة بأنها تسعى إلى وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب صفوفها، مستغلةً الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.

انهيار السيطرة داخل غزة؟

ترجح التقديرات الإسرائيلية أن قبضة حماس على سكان القطاع تضعف، خاصة مع تراجع سيطرتها على توزيع المساعدات، وتزايد الغضب الشعبي بسبب استمرار الحرب والأوضاع الإنسانية الكارثية. ومع ذلك، ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر فقط على نحو 30% من مساحة القطاع، فيما تهدف خطة “عربات جدعون” إلى توسيع هذا النفوذ إلى 70-75%.

اغتيالات ممنهجة ومعادلة قاتلة

منذ انتهاء آخر هدنة في مارس الماضي، نفذت إسرائيل نحو 2900 هجوم، وأعلنت عن اغتيال أكثر من 800 عنصر من حماس، بينهم قرابة 50 قياديًا بارزًا. لكن الأبرز في هذه المرحلة هو ما كشفته الصحيفة بشأن السياسة القتالية الإسرائيلية: “كل إرهابي يُقتل يقابله مقتل 3 مدنيين” — وهي معادلة دامية أثارت موجة إدانات دولية واسعة، وتُجسّد ممارسات إسرائيل في إطار عملية “عربات جدعون”.

ختام المشهد: حماس لم تُهزم… والقطاع يحترق

بعد 600 يوم، تعترف إسرائيل بأن حماس ما زالت تملك القدرة على القتال، ولو بشكل محدود، وأن القطاع أصبح ساحة معقدة ومفتوحة على كل الاحتمالات. أما الثمن، فهو آلاف القتلى من المدنيين، ودمار غير مسبوق، ومجتمع دولي عاجز عن وقف شلال الدم.