image

الطوابير في الطريق إلى مجمع المساعدات في غزة

لندن – (ربيع يحيى)

في خضم معاناة سكان غزة بسبب الجوع والحصار، تثار تساؤلات مقلقة حول الجهة التي تموّل المساعدات الإنسانية التي تُوزع في القطاع، وسط اتهامات متزايدة بتورّط إسرائيل في تمويلها بشكل غير مباشر.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” كشفت أن السفير الأمريكي في تل أبيب، مايك هاكابي، أشار إلى مساهمات “جهات لا ترغب في كشف هويتها” لتمويل المساعدات، وهو ما فتح الباب أمام تكهنات عن دور تل أبيب في تغذية هذا المسار المثير للجدل.

مؤسسات غامضة وكيانات مشبوهة

اللافت أن صندوق “GHF” أو ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، الذي أُسس حديثاً في ولاية ديلاوير الأمريكية بدعم إسرائيلي–أمريكي، تلقى تعهداً بمبلغ 100 مليون دولار من “دولة أجنبية” مجهولة. المؤسسة أغلقت لاحقاً مكاتبها في سويسرا وأمريكا، وواصلت العمل عبر كيان غير معروف المصدر داخل الولايات المتحدة، يتلقى تبرعات لا يُعرف مصدرها حتى اللحظة.

اتهامات للموساد ونتنياهو

زعيم المعارضة يائير لابيد وجّه أسئلة مباشرة: هل تدير إسرائيل شركات وهمية لجمع تمويل المساعدات؟ وهل دافع الضرائب الإسرائيلي هو الممول الحقيقي؟ في المقابل، زعم أفيغدور ليبرمان أن الموساد الإسرائيلي هو من يقف وراء هذه العمليات.

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى دون توضيحات إضافية، ما أثار المزيد من الشكوك.

توزيع فوضوي وتحكم أمني

المساعدات تُوزع حالياً عبر شركة أمريكية خاصة تدعى SRS، والتي شهدت فوضى كبيرة في مركز تل السلطان برفح، مما دفع موظفيها للانسحاب. حركة حماس اتهمت إسرائيل باستخدام المساعدات كوسيلة للسيطرة الأمنية وفرض أجندات سياسية.

خطة “الفقاعات الإنسانية”

الصحيفة الإسرائيلية رجحت أن الخطة الحالية تعود لوزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ضمن ما سُمي بـ”الفقاعات الإنسانية”، التي تهدف لتوجيه مستقبل غزة وفق رؤية إسرائيلية، بدعم رجال أعمال ومستشارين بارزين في الدولة العبرية.