
السفيرة إريت بن آبا فيتالي
ربيع يحيى – (لندن)
في مشهد غير مسبوق بالسلك الدبلوماسي الإسرائيلي، أطاحت عاصفة تصريحات نارية بالسفيرة الإسرائيلية لدى الصين، إريت بن آبا فيتالي، بعد كلمة وُصفت بـ”الصادمة” وجّهت فيها اتهامات مباشرة لحكومتها وأعضاء الكنيست، خلال مراسم رسمية أقيمت في سفارة الاحتلال بالعاصمة الصينية بكين، إحياءً لما يُعرف بـ”يوم الذكرى”.
ديمقراطية ميتة وقساة القلوب
في خطاب حاد اللهجة، قالت فيتالي إن يوم 7 أكتوبر مثّل “نهاية قصة الديمقراطية الإسرائيلية”، مشيرة إلى انهيار العلاقة بين الحكومة والمجتمع، وتفكك التعاطف الداخلي بين الإسرائيليين، في ظل انشطار سياسي وأخلاقي عميق، وغياب أي حس إنساني تجاه معاناة عائلات الأسرى والجنود القتلى.
وهاجمت السفيرة بشدة لغة الخطاب السياسي التي وصفتها بـ”القاسية والمنفصلة”، متهمة المسؤولين المنتخبين بأنهم “منفصلون عن الواقع، لا يشعرون بألم الناس، ولا يرون الحقيقة”.
استدعاء عاجل.. وإنهاء مفاجئ
وزارة الخارجيإقالة “سفيرة الغضب”.. دبلوماسية إسرائيلية تفتح النار على حكومتها من قلب بكين!ة الإسرائيلية استدعت السفيرة فورًا للتحقيق في تصريحاتها، وبعد جلسة مع المدير العام للوزارة، عيدين بار طال، صدر القرار العاجل بإنهاء مهامها قبل أسابيع فقط من بلوغها سن التقاعد، لتغادر بكين بشكل غير مخطط.
ليست وحدها!
اللافت أن هذه الواقعة تأتي بعد أيام قليلة من استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر، على خلفية تصريحات مثيرة اتهم فيها المعارضة بـ”الإجرام” واليسار بـ”التآمر”، ما يشير إلى أزمة داخلية مكتومة تعصف بجهاز الخارجية الإسرائيلي.
في ظل احتدام المشهد السياسي داخل إسرائيل، تبدو هذه الحوادث وكأنها كسر للصمت من داخل النظام نفسه، ومؤشر على تصدّع الرواية الرسمية أمام ضغوط الواقع.