لقطة الشاشة 2025-05-10 في 10.08.24 م

محطة بوشهر للطاقة النووية جنوب طهران

ربيع يحيى – (لندن)

في تحول لافت، كشفت مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية لموقع “واللا” العبري أن تل أبيب طمأنت واشنطن بأنها لن تُقدم على قصف المنشآت النووية الإيرانية إلا بتنسيق كامل مع الإدارة الأميركية. هذه الرسالة جاءت وسط تقارير متصاعدة حول تحركات عسكرية إسرائيلية تهدف لتوجيه ضربة محتملة ضد البرنامج النووي الإيراني.

الخطوة تثير الكثير من علامات الاستفهام، ليس فقط حول مدى الجدية في تنفيذ مثل هذا الهجوم، بل أيضًا حول إمكانية وجود قنوات تواصل خفية بين إيران وإسرائيل، خاصة مع تصاعد الحراك الدبلوماسي في المنطقة، وانخراط الولايات المتحدة في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع طهران.


التنسيق أولاً… والخطر على الجنود الأميركيين حاضر دائمًا

المصادر ذاتها أكدت أن أي ضربة ضد إيران دون تنسيق مسبق مع واشنطن “غير واردة تمامًا”، لعدة أسباب:

  1. واشنطن تدير مفاوضات مع طهران ولا تريد عرقلة المسار الدبلوماسي.
  2. البيت الأبيض حذّر نتنياهو من “المفاجآت غير المرغوبة” في هذا الملف.
  3. وجود قوات أميركية في إسرائيل يجعل أي رد إيراني محتمل خطرًا مباشرًا على الجنود الأميركيين.
  4. الهجوم المنفرد سيُحدث أزمة ثقة خطيرة بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي.
  5. المصالح الأميركية المتشعبة في الشرق الأوسط ستكون أولى ضحايا التصعيد.

مفارقة: هجوم على إيران من اليمن!

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يُخفي نواياه ضد إيران. في خطاب ألقاه مؤخرًا، قال صراحة إن الحوثيين مجرد واجهة، بينما إيران هي العدو الحقيقي. وربط بين الهجوم الإسرائيلي الأخير على مطار صنعاء والدور الإيراني المباشر في تمويل وتسليح المليشيات هناك.

هذا التصعيد اللفظي ترافق مع تقارير حول جسر جوي عسكري بين واشنطن وتل أبيب، ينقل الأسلحة والذخائر بشكل مكثف، في وقت يواصل فيه رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، تعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، بما في ذلك اتصالات دورية مع القيادة المركزية الأمريكية.


إيران، إسرائيل، وأميركا… مثلث معقد

رغم العداء الظاهري، تُثير بعض التحليلات أسئلة محرجة:

هل تدور محادثات سرية غير معلنة بين طهران وتل أبيب برعاية أمريكية؟

التأجيل المستمر للضربة، وضبط النفس غير المعهود، والتنسيق الدقيق مع واشنطن، كل ذلك قد يشير إلى مناورة استراتيجية أكبر من مجرد هجوم خاطف.


خلاصة المشهد

إسرائيل لن تتحرك عسكريًا ضد إيران إلا إذا “سمحت” أمريكا. لكن السؤال الحقيقي هو: هل لا تزال الحرب خيارًا على الطاولة، أم أن المفاوضات الخفية تمضي أبعد مما يُعلن؟

في كل الأحوال، يبدو أن مصير البرنامج النووي الإيراني لم يعد يُحدد في طهران أو تل أبيب فقط… بل في واشنطن، وربما خلف أبواب مغلقة لا يعلم عنها أحد.