image

عناصر من الجيش الإسرائيلي

ربيع يحيى – (لندن)

في تحول مفاجئ وغير متوقع، حذفت إسرائيل واحدة من أكثر سيناريوهاتها العسكرية رعبًا من أجندتها الدفاعية: خطة “غزو الجليل” التي لطالما ارتبطت بـ”قوة الرضوان” النخبوية التابعة لـ”حزب الله”. فما الذي دفع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى اعتبار هذا السيناريو من الماضي؟ وهل تبدد الخطر حقًا أم أعيد تشكيله؟

من “خطر داهم” إلى “ملف مغلق”

لأكثر من عقد، كانت وسائل الإعلام العبرية تحذّر من اجتياح مفاجئ قد تنفذه قوة “الرضوان” داخل مستوطنات الشمال، عبر أنفاق سرية أو تسلل بري خاطف. لكن اليوم، تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الخطة طُويت بالكامل، وتمت إعادة هيكلة الترتيبات الدفاعية على الحدود مع لبنان.

انسحاب وإعادة تموضع

شهدت الجبهة الشمالية تغييرات لافتة. الفرقة 146 انسحبت من المنطقة، وعادت “فرقة الجليل” (91) لتتولى السيطرة الكاملة بثلاثة ألوية فقط، بدلاً من أربعة. ومع أن عدد الوحدات تقلص، إلا أن البنية الدفاعية تطورت بشكل نوعي:

  • خمس قواعد إسرائيلية داخل الجنوب اللبناني
  • سرب طائرات مسيّرة متطور
  • كتيبة دفاع جوي تكتيكي
  • تحسينات في السياج الحدودي ووسائل الرصد

هذه التحركات جعلت نسبة كبيرة من النازحين تعود إلى مستوطنات الشمال، وسط أجواء أمنية أكثر استقرارًا.

“الرضوان”.. القوة التي استُنزفت

أخطر ما في التغيير الإسرائيلي يتمثل في ما كشفته المصادر العسكرية: قوة “الرضوان” لم تعد قادرة على تنفيذ سيناريو الغزو بعد سلسلة من الضربات الاستباقية التي “أنهكت بنيتها العملياتية”، حسب تعبير الصحيفة.

لكن الجيش الإسرائيلي لا يركن إلى الاطمئنان الكامل. ففي الخلفية تبقى كتيبة احتياط على أهبة الاستعداد، تحسبًا لأي طارئ أو تحرك مفاجئ من جانب “حزب الله”.

وقف النار بلا ضمانات

اللافت أن وقف إطلاق النار القائم لا يشمل حزب الله بشكل مباشر، بل تم عبر الدولة اللبنانية، ما يسمح لإسرائيل بمواصلة ضرب أهدافه عند الضرورة. وبرغم إشارات إيجابية من بيروت حول نزع سلاح الحزب، إلا أن تل أبيب لا تعوّل كثيرًا على هذه التصريحات.

وحتى اللحظة، ما يزال حزب الله يحتفظ بترسانة ثقيلة من:

  • مئات المسيّرات الهجومية
  • صواريخ متوسطة وبعيدة المدى
  • آلاف القذائف قصيرة المدى

هل تلاشت الخطة أم تحوّلت؟

رغم “إقفال ملف الغزو”، إلا أن تل أبيب تدرك أن حزب الله لا يُستبعد أن يُعيد تشكيل معادلاته الهجومية بطريقة غير تقليدية، عبر حرب المُسيَّرات أو الهجمات المحدودة المدروسة، وهو ما يبقي الجبهة الشمالية هادئة ظاهريًا، وقابلة للاشتعال في أي لحظة.