image

موقع دفاع جوي إيراني بالقرب من منشأة نطنز النووية (من المصدر)

ربيع يحيى – (لندن)

في تحليل استخباري مثير للقلق، كشف الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، تامير هايمان، عن السيناريوهات المحتملة لحرب شاملة بين إسرائيل وإيران، في حال أقدمت تل أبيب على توجيه ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، رغم التحذيرات الأمريكية والدعوات المستمرة للتهدئة والتفاوض.

هايمان، الذي يترأس حاليًا معهد بحوث الأمن القومي (INSS) التابع لجامعة تل أبيب، أوضح في تصريحات عبر قناة “الأخبار 12” الإسرائيلية أن خيار الحرب لا يزال مطروحًا على الطاولة بقوة، رغم رغبة واشنطن في إبقاء المسار الدبلوماسي مفتوحًا مع طهران.


ضربة إسرائيلية؟ خيار “جيد”.. لكن العواقب كارثية!

وصف هايمان توجيه ضربة إسرائيلية لإيران بأنه “خيار جيد، لكنه ليس جيدًا جدًا”، مشيرًا إلى أن التهديد لا يكمن في قدرة سلاح الجو على تنفيذ العملية، بل في النتائج الاستراتيجية الكارثية التي قد تترتب على ذلك.

فالضربة المنفردة، أي من دون مشاركة أمريكية، قد تدفع طهران فورًا إلى تجاوز “العتبة النووية”، وتغيير استراتيجيتها بالكامل نحو تسريع امتلاك السلاح النووي، بدلًا من سياسة الردع القائمة على الاقتراب من القنبلة دون الوصول إليها.


السيناريوهات المطروحة: من تأجيل المشروع إلى حرب شاملة

هايمان وضع تصورًا دقيقًا لنتائج أي عملية عسكرية:

  • ضربة محدودة: ستؤدي فقط إلى تأجيل البرنامج النووي الإيراني، دون إيقافه نهائيًا.
  • هجوم شامل: سيهدف إلى تدمير جميع المنشآت النووية المعروفة، إضافة إلى ضرب القدرات العسكرية الإيرانية، بما يشمل:
    • الدفاعات الجوية
    • سلاح الجو الإيراني
    • بطاريات الصواريخ أرض–أرض
    • مراكز القيادة والسيطرة
    • البنية التحتية للدعم اللوجستي

ويعتقد هايمان أن إسرائيل ستسعى في هذه الحالة إلى خلق تفوق جوي دائم في سماء إيران، ما يعني استعدادًا لمواجهة عسكرية طويلة المدى.


الرد الإيراني.. موجع ومتصاعد

وحذر هايمان من أن رد طهران سيكون حتميًا وتصعيديًا، حيث سيتناسب مع حجم الضربة الإسرائيلية، وقد يتجاوز الردود “الرمزية” التي صدرت في مواجهات سابقة، مشيرًا إلى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون في مرمى ترسانة الصواريخ الإيرانية، والتي ستخلف هذه المرة أضرارًا حقيقية وغير مسبوقة.

وفي حال اختارت إسرائيل الرد مجددًا، فقد يمتد نطاق الهجمات الإسرائيلية إلى مقرات النظام الإيراني نفسه، وهو ما قد يدفع الطرفين إلى دوامة من التصعيد بلا سقف ولا نهاية واضحة.


حرب باردة على حافة الانفجار

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد إيران دون دعم أمريكي سيقود المنطقة إلى حرب مفتوحة متعددة الجبهات، ليس فقط في طهران وتل أبيب، بل ربما في لبنان وسوريا والعراق والخليج.

وبينما تراهن الحكومة الإسرائيلية على خيار “الضربة الوقائية”، يحذر خبراؤها من أن الحرب هذه المرة لن تكون كسابقاتها، بل قد تتحول إلى حرب دمار متبادل، تقلب موازين القوى في الشرق الأوسط لعقود قادمة.