
من مدينة دهب المصرية جنوب سيناء
اليوم ميديا – (لندن)
أطلق مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيراً شديد اللهجة لمواطنيه من السفر إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، مشيراً إلى أن مستوى التهديدات الأمنية ارتفع بشكل “حاد” في الآونة الأخيرة، ما اعتبره محللون محاولة جديدة من تل أبيب للضغط على القاهرة ضمن سيناريوهات تتجاوز الأمن إلى أبعاد استراتيجية تتعلق بـ”التهجير” و”العزل الجغرافي”.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الإسرائيليين طالما واجهوا تهديدات أثناء زياراتهم لسيناء، لكنها تضاعفت مؤخراً، وسط ما وصفته بـ”خطر حقيقي ومباشر” يستهدفهم، خاصة في المناطق السياحية جنوب سيناء مثل شرم الشيخ وطابا.
في هذا السياق، رأى العميد أحمد ثروت، المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، في تصريحات لـ”العربية.نت”، أن إسرائيل تستخدم هذه التحذيرات أداة ضغط على مصر في إطار مخطط أوسع لفرض التهجير من غزة إلى سيناء. واعتبر أن تحذير الإسرائيليين من السفر “وسيلة ضغط ناعمة” لإحراج القاهرة دوليًا أو دفعها إلى تقديم تنازلات.
من جانبه، قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن تل أبيب تخشى من أن يصبح مواطنوها أهدافاً لهجمات انتقامية بسبب جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، مضيفاً أن رفع مستوى التحذير قد يكون مدفوعاً بمعلومات استخباراتية عن تهديدات حقيقية خارج الحدود.
وأشار تركي إلى أن توقيت التحذير ليس بريئاً، ويتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي الدولي ضد إسرائيل، خاصة في ظل استهداف المدنيين والبنية التحتية في غزة، وهو ما قد يدفع بعض الجهات لمحاولة ضرب المصالح الإسرائيلية خارج نطاق الأراضي المحتلة.
ورغم تحذيرات تل أبيب، يؤكد خبراء مصريون أن الوضع الأمني في سيناء يشهد تحسناً ملحوظاً، بدليل تكرار زيارات المسؤولين المصريين والدوليين، من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون، بالإضافة إلى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لمعبر رفح.
خلاصة المشهد: التحذير الإسرائيلي من السفر إلى سيناء قد لا يكون مجرد إجراء أمني، بل يعكس حالة ارتباك سياسية وأمنية لدى تل أبيب في ظل صمود غزة وغليان الشارع العربي والدولي.