لقطة الشاشة 1446-05-17 في 8.58.59 ص

من منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز وسط إيران

اليوم ميديا – (لندن)

في خطاب تصعيدي يحمل رسائل سياسية قوية، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، رفض بلاده المطلق لامتلاك السلاح النووي، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الحق في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض، ويمثل “ضرورة وطنية” و”مبدأ سيادي” في مواجهة ما وصفه بالهيمنة الغربية.

جاءت تصريحات عراقجي في كلمة متلفزة ألقاها من مرقد الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالتزامن مع استمرار المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان، والتي شهدت خمس جولات منذ أبريل/نيسان، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.

لا للسلاح النووي.. ولكن نعم للتخصيب

قال عراقجي:

“إذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، فنحن أيضا نعتبرها غير مقبولة”.
وأضاف: “نحن متفقون مع الغرب على هذه النقطة، لكنهم لا يوفون بالتزاماتهم، بل يفعلون العكس تماماً”.

وأكد أن موقف إيران من حظر السلاح النووي ثابت، لكنه حذّر من استغلال هذا الموقف لتبرير انتهاك حقوق إيران القانونية، مشيراً إلى أن معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) تكفل لإيران الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب.

التخصيب “ضرورة ملحة”

شدّد الوزير الإيراني على أن برنامج التخصيب هو من “الضرورات الأساسية للبلاد”، وليس مجرد خيار، قائلاً:

“لا نقبل أن يحرمونا من التخصيب لمجرد أنهم قلقون… هذا يعني القبول بهيمنة الآخرين، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً”.

ولفت إلى أن ملف التخصيب كان ولا يزال موضع تركيز دائم في وزارة الخارجية، وأنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ”رفض الخضوع للابتزاز الدولي”.

التفاوض مستمر.. والهوة لا تزال قائمة

رغم التقدم المُعلن في المباحثات بين واشنطن وطهران، لا تزال هناك فجوة كبيرة بشأن مصير أجهزة الطرد المركزي، ومستوى تخصيب اليورانيوم، وآليات الرقابة الدولية.

وترى إيران أن من حقها الاستفادة الكاملة من الطاقة النووية في المجالات الطبية والصناعية والكهرباء، بينما تسعى الدول الغربية إلى فرض قيود صارمة تضمن عدم تحويل البرنامج إلى أهداف عسكرية.

العراقجي: لن نتراجع عن حقوقنا

في ختام كلمته، وجّه عراقجي رسالة حاسمة، قائلاً:

“هذا من المحاور الأساسية التي تابعناها وسنواصل متابعتها في ملفنا النووي… الطاقة النووية حقٌ مشروعٌ للشعب الإيراني، وسنظل ندافع عنه بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية”.