image

السيناتور جوني إيرنست

اليوم ميديا – (لندن)

في مشهد صادم يعكس عمق المأزق السياسي الذي يواجهه الجمهوريون في تبرير سياسات الرئيس دونالد ترامب، أثارت السيناتورة الأميركية جوني إرنست عاصفة من الجدل بعدما ردّت بسخرية على سؤال حول تقليصات برنامج Medicaid بالقول: “كلنا سنموت!“.

جاء ذلك خلال لقاء شعبي عقدته إرنست في مدرسة ثانوية بولاية آيوا، عندما سألها أحد الحضور عن خطط الجمهوريين لتقليص مخصصات الرعاية الصحية للفقراء، محذراً من أن تلك الخطط ستؤدي إلى وفاة مواطنين أمريكيين فعلياً. وبدلاً من تقديم توضيح، اختارت إرنست السخرية قائلة: “حسنًا، كلنا سنموت”، قبل أن تضيف: “لأجل السماء، يا قوم!”، في محاولة لصرف الانتباه عن خطورة الطرح، وفق ما نقلته شبكة (CNN) الأميركية.

تصريحات مستفزة.. ورسائل سياسية خطيرة

ردّ فعل إرنست لم يكن زلّة لسان، بل يعكس — وفق مراقبين — النهج المتهاون الذي يعتمده عدد من الجمهوريين في الدفاع عن أجندة ترامب الاقتصادية، خاصة بعد قرارات التقشف التي تمس الفئات الأضعف. وقد تضاعف الغضب عندما أصدرت لاحقًا “اعتذارًا ساخرًا” ذكرت فيه “الجنية والأسنان” و”الحياة الأبدية” للمسيحيين.

لكن خلف هذه السخرية تكمن أزمة سياسية حقيقية: كيف يمكن للجمهوريين أن يدافعوا عن سياسة تقشف تُهدد بخسارة 7.6 مليون أمريكي لتأمينهم الصحي بحلول عام 2034، بحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس؟

ترامب يعيد رسم الاقتصاد الأميركي.. ولكن على حساب من؟

منذ توليه السلطة، سعى ترامب إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الأمريكي عبر تقليص الضرائب وزيادة الرسوم الجمركية، لكن هذه الخطوات تتطلب تمويلًا. الحل – كما يراه الجمهوريون – هو خفض الإنفاق الاجتماعي، لا سيما برامج مثل Medicaid وSocial Security، وهو ما يُعد “قنبلة سياسية” قبيل الانتخابات القادمة.

العديد من الجمهوريين، مثل إرنست، يجدون أنفسهم الآن في موقع الدفاع، لكن بدلاً من تقديم تبريرات منطقية أو إنسانية، يلجأ بعضهم إلى التقليل من شأن المعاناة أو التهرب من الإجابة، في مشهد يُمكن للديمقراطيين استغلاله سياسيًا.

هل بدأت معركة العدالة الاجتماعية في أميركا؟

الجدل حول تصريحات إرنست ليس مجرد مسألة أخلاقية، بل يعكس انقسامًا حادًا في النظرة إلى دور الدولة في حماية الفقراء. ففي حين يرى المحافظون أن الإنفاق المفرط يُعيق النمو الاقتصادي، يصر الديمقراطيون على أن التخلي عن الفئات الأكثر هشاشة يُعد خيانة لمبادئ العدالة الاجتماعية.

مع دخول السباق الانتخابي 2026، يبدو أن Medicaid سيكون أحد أبرز ساحات المواجهة السياسية. تصريحات مثل تلك التي أدلت بها إرنست قد تكون سلاحًا بيد خصومها السياسيين، لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على مأزق الحزب الجمهوري بين إرضاء القاعدة المؤيدة لترامب، والحفاظ على التوازن مع الرأي العام المتضرر من هذه السياسات.