image

رجل يقف على سطح مبنى يحاول العثور على إشارة لهاتفه المحمول في ضاحية دوما بدمشق - غيتي

ربيع يحيي – (لندن)

في تحقيق ناري نشرته مجلة New Lines الأميركية، كُشف النقاب عن واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية تعقيدًا التي سبقت سقوط النظام السوري أواخر 2024.

البداية كانت من تطبيق تجسس يُدعى STFD-686، حمل اسمًا غير مثير للريبة: “منظمة التنمية السورية”، وهي جهة معروفة يشرف عليها فريق زوجة الرئيس السابق، أسماء الأسد.

لكن خلف هذا الاسم الإنساني، كان يكمن فخ رقمي بالغ الدقة، استُخدم لاختراق هواتف ضباط كبار في الجيش السوري، ممن وثقوا في هوية التطبيق، لا سيما مع وعود بالحصول على مساعدات مالية شهرية تصل إلى 400 ألف ليرة سورية.

التطبيق الخبيث استخدم صفحات مزيفة تحاكي الموقع الرسمي للمنظمة، وطلب من المستخدمين الإفصاح عن بياناتهم الشخصية والعسكرية بدقة: الاسم، الرتبة، عدد أفراد الأسرة، الموقع العسكري، اللواء، الكتيبة، وحتى التحديات الأمنية التي يواجهونها.

ووفق التحقيق، كانت النتيجة بمثابة كنز استخباراتي مكّن المهاجمين — وتحديدًا هيئة تحرير الشام بدعم من “الجيش الوطني السوري” — من بناء خرائط تفصيلية لمواقع انتشار الضباط والكتائب النظامية.

ومع اندلاع الهجوم الواسع في ديسمبر 2024، بدا أن المعارضين يمتلكون خارطة قيادة جيش النظام بأكمله، وهو ما عجّل بانهيار دفاعاته في عدة محاور حيوية.

ما يُثير القلق هو حجم المعلومات التي جُمعت دون أي اختراق مباشر، وإنما فقط عبر الهندسة الاجتماعية الذكية والاحتيال السيبراني المقنّع بغطاء خيري.

خلاصة صادمة: سقوط النظام السوري بدأ من شاشات هواتف ضباطه، لا من ميادين القتال.

🧾