
الخريطة
لندن – اليوم ميديا
في خطوة عسكرية نادرة وجرئية، نفذت أوكرانيا هجومًا جويًا منظّمًا استهدف خمس قواعد روسية بعيدة آلاف الكيلومترات عن خطوط القتال، مستخدمة أكثر من 100 طائرة مسيرة. أطلق على هذه العملية اسم “شبكة العنكبوت” (Spiderweb)، وهي ضربة وصفتها وسائل الإعلام بـ”المفاجئة” أشبه بهجوم اليابان على بيرل هاربر، ما شكّل صدمة قوية لموسكو وأثبت براعة أوكرانيا في خوض حرب غير تقليدية.
كيف خططت أوكرانيا لهذا الهجوم؟
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العملية استغرقت “سنة وستة أشهر وتسعة أيام” من التخطيط والتجهيز الدقيق. وأكد أن عملاء استخبارات أوكرانيين تمكنوا من التسلل داخل الأراضي الروسية بدون أن تُكشف هويتهم، وتمكنوا من وضع عشرات الطائرات المسيرة في مواقع سرية داخل شاحنات على مقربة من القواعد المستهدفة.
كيف نفذ الهجوم؟
تم إطلاق 117 طائرة مسيرة في آن واحد، كان يقودها نفس العدد من الطيارين على الأرض. الطائرات المسيرة كانت مخفية داخل هياكل الشاحنات، وعند اللحظة المناسبة، تم فتح الأغطية عن بعد لتحلّق الطائرات وتهاجم أهدافها، وهي طائرات روسية استراتيجية مثل A-50 وTu-95 وTu-22M3 وTu-160.
تظهر الصور ومقاطع الفيديو طائرات صغيرة تخرج من الشاحنات وتهاجم الأهداف بدقة.
خسائر موسكو
تقدر الخسائر بحوالي 41 طائرة روسية، بقيمة تقارب 7 مليارات دولار، وفقًا لجهاز الأمن الأوكراني. رغم إنكار موسكو الكامل لتلك الأرقام، إلا أنها اعترفت بوقوع حرائق في بعض الطائرات. وهذا الهجوم يعطل القدرات الاستراتيجية الروسية، خاصة في مجالات الاستطلاع والقصف البعيد، ويضعف بشكل ملحوظ من قدرة روسيا النووية.
ماذا يعني ذلك؟
رغم أن روسيا لا تزال قادرة على ضرب المدن الأوكرانية ومواقع القتال، إلا أن هذه الضربة تعكس الثمن الباهظ الذي تدفعه موسكو لمواصلة الحرب. كما أن الهجوم جاء قبيل محادثات السلام في تركيا، ما يضع مزيدًا من الضغط على روسيا.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن يرد الرئيس الروسي بوتين بتصعيد محتمل، بينما تبقى مواقف اللاعبين الدوليين مثل الرئيس ترامب غير واضحة حول هذه العملية التي أذهلت العالم.