
ماكرون وعباس
لندن – ربيع يحيي
يونيو 2025 قد يُدوَّن كأحد أشهر التحولات الكبرى في مسار القضية الفلسطينية. فالعاصمة الفرنسية باريس تستعد لاحتضان مؤتمر دولي مهم في 13 يونيو تحت مظلة “منتدى باريس للسلام”، يتبعه تحرك في أروقة الأمم المتحدة بين 17 و20 يونيو. كلا الحدثين يحملان هدفًا واضحًا: تدشين مسار دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وترجمته إلى واقع ملموس في أكتوبر المقبل.
إسرائيل تستشعر الزلزال
في أوساط القرار الإسرائيلي، لا يُخفى القلق من هذا التحول. إذ وصف المحلل الإسرائيلي المعروف، موشي إلعاد، ما يحدث بأنه “تسونامي سياسي” وشيك. فوفق صحيفة معاريف، ترى تل أبيب أن ماكرون يستغل عزلة إسرائيل الدبلوماسية بعد حرب غزة، ليقود حملة بدعم نحو 147 دولة تعترف بفلسطين.
أهداف مؤتمر باريس: أكثر من مجرد رمزية
سيحضر المؤتمر ممثلون عن دول عربية وأوروبية وآسيوية، إضافة لممثل عن إسرائيل، مع شخصيات يهودية تدعم الحل السلمي. يهدف المؤتمر إلى:
- توسيع الاعتراف الدولي بفلسطين.
- تشجيع فتح سفارات وقنصليات في الضفة.
- التحضير لتصويت بالأمم المتحدة في وقت لاحق.
وإن نجح الضغط الدولي، فقد تشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة تصويتًا حاسمًا يفرض على إسرائيل واقعًا جديدًا.
شهر أكتوبر: إعلان محتمل لدولة فلسطين؟
ترجّح مصادر دبلوماسية أن يكون أكتوبر موعدًا لإعلان فلسطيني أحادي الجانب، خصوصًا أنه يتزامن مع ذكرى “هجوم السابع من أكتوبر”، ما يعمّق الحساسية الإسرائيلية ويثير مخاوف أمنية.
ماكرون.. سياسي أم استراتيجي؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبرر خطواته بالدعوة لحل الدولتين وإنهاء حرب غزة، ووقف نزيف الدم، وتقديم مبادرة إنسانية. لكن محللين إسرائيليين يرون في تحركه استجابة لضغوط داخلية فرنسية، من الجاليات العربية والمسلمة، أكثر مما هو تعاطف سياسي مع الفلسطينيين.
رد فعل إسرائيل: الإنكار ثم الهجوم
الموقف الإسرائيلي يتمثل في رفض أي حل إلا عبر مفاوضات مباشرة، بزعم “غياب شريك فلسطيني جدي”. وتتجه الرواية الرسمية إلى التشكيك في نوايا الفلسطينيين، وربطهم بالإرهاب، كما يتوقع أن يكرر المندوب الإسرائيلي في المؤتمر أن رئيس السلطة يدعم “أسر الشهداء والمنفذين”.
ما الذي تخشاه تل أبيب فعليًا؟
تل أبيب تخشى أن تنجح فرنسا في كسر الجمود الدولي بشأن القضية الفلسطينية، وأن تفرض عبر الأمم المتحدة اعترافًا سياسيًا وقانونيًا بدولة فلسطين، ما يعني إحراجًا دبلوماسيًا وعزلة دولية.
ويختم المستشرق إلعاد تحليله بالقول: “لو لم تُسقِط الولايات المتحدة المقترح في مجلس الأمن، فلن يبقى أمام إسرائيل سوى الصلاة كي تسقط خطة ماكرون”.