image

من لقاء محمد بن زايد والسيسي - (مواقع التواصل)

لندن – اليوم ميديا

في زمن تختصر فيه الصورة ما تعجز الكلمات عن قوله، التقطت عدسة الكاميرا لحظة صامتة ولكنها مليئة بالرسائل، جمعت بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال زيارة الأول إلى أبوظبي.

مشهد عابر، لا يتجاوز ثوانٍ، لكنه أشعل موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر الشيخ محمد بن زايد وهو يضع ذراعه على كتف الرئيس السيسي في لقطة حميمية، بدت للبعض عفوية، ولآخرين مُشفّرة بالدلالات.

فهل كانت مجرد لفتة ودّ؟ أم أنها تحمل بين طياتها رمزية سياسية تعكس متانة العلاقة بين القاهرة وأبوظبي في لحظة إقليمية حساسة؟

هذه الإيماءة، التي بدت عفوية للوهلة الأولى، أعاد كثيرون تأويلها كترجمة جسدية للعلاقة الوثيقة بين الزعيمين، بل ورمزًا للتكافل السياسي بين القاهرة وأبوظبي في مرحلة إقليمية بالغة الحساسية. لم تكن هذه المرة الأولى التي يفعلها بن زايد مع السيسي، لكنها – كما لاحظ نشطاء – لم تفقد رمزيتها مع تكرارها، بل أكدت على ثبات التحالف.

وفي لقاء وُصف بالاستراتيجي، بحث الرئيسان ملفات التعاون الثنائي، مؤكدين عزمهما على تعميق الشراكة التنموية بين البلدين، ودعم المصالح المتبادلة التي تصب في خدمة شعبيهما.

غير أن الملف الأبرز في الحوار كان غزة، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وفتح أفق سياسي واضح نحو حل الدولتين، باعتباره الطريق الوحيد لضمان أمن دائم واستقرار حقيقي للمنطقة.

وفي أجواء يغلب عليها الطابع الودي، أقام محمد بن زايد مأدبة غداء على شرف السيسي، وسط حضور نخبة من كبار المسؤولين الإماراتيين، في مشهد بدا وكأنه يجمع بين الدبلوماسية والرسائل الرمزية التي تُبنى عليها السياسات.