image

مفاعل ديمونة الإسرائيلي

لندن – حسين رضا

لطالما شكّل الصراع بين إيران وإسرائيل محورًا رئيسيًا من محاور التوتر في الشرق الأوسط، مستندًا إلى اختلافات سياسية وأمنية عميقة، خاصة في ملف النووي الإيراني. شهد هذا الصراع على مدى العقود الماضية اشتباكات مباشرة وغير مباشرة، عمليات تجسس، وتبادل اتهامات بالتهديدات والهجمات السيبرانية.

وفي أحدث فصول هذا الصراع المتوتر، كشفت إيران عن استحواذها على كمية ضخمة من الوثائق والمعلومات النووية الحساسة المتعلقة بإسرائيل، ما يعيد إشعال الجدل ويهدد بتصعيد جديد.

خلفية تاريخية: جذور الصراع

بدأ التوتر بين إيران وإسرائيل مباشرةً بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، التي ألغت العلاقات الدبلوماسية وأعلنت إيران العداء الشامل لإسرائيل، ورفضت حقها في الوجود. منذ ذلك الوقت:

  • دعمت إيران حركات المقاومة الفلسطينية وميليشيات مثل حزب الله اللبناني التي تقاتل إسرائيل.
  • اتهمت إسرائيل إيران بتمويل وتزويد هذه الجماعات بالصواريخ والأسلحة.
  • تركز النزاع على ملف البرنامج النووي الإيراني، حيث ترى إسرائيل أن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي يهدد أمنها القومي.

الصراع الاستخباراتي: ظِل الحرب الدائمة

خلال العقود الماضية، شهد الصراع صراعات استخباراتية مكثفة، تشمل عمليات تجسس، تسريبات، اغتيالات مخابراتية، وهجمات إلكترونية متبادلة.

  • في 2010، فيروس “ستوكسنت” الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية وعرقل برنامجها النووي، نسبته تقارير غربية إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
  • اغتيالات كبار العلماء النوويين الإيرانيين خلال السنوات الماضية زادت من التوتر، مع اتهامات طهران لإسرائيل بالوقوف خلفها.
  • في المقابل، إيران نفذت هجمات سيبرانية وتسللت إلى شبكات إسرائيلية لاستهداف بيانات أمنية حساسة.

التسريب الأخير: ضربة استخباراتية غير مسبوقة

في يونيو 2025، أعلنت إيران عن استحواذها على آلاف الوثائق النووية الإسرائيلية الحساسة، وهو أمر غير مسبوق في طبيعة وحجم التسريب.

  • كشفت المصادر الإيرانية عن أن الوثائق تضمنت معلومات عن منشآت ومشاريع نووية إسرائيلية، مصحوبة بفيديوهات وصور.
  • عملية النقل والتخزين تطلبت سرية وتعتيماً إعلامياً، ما يدل على التخطيط الدقيق لهذه العملية.
  • مصادر إسرائيلية رجحت وجود خلية عملاء داخل إسرائيل ساعدت في تسريب هذه المعلومات.

ردود الفعل والتداعيات المحتملة

  • إسرائيل حتى الآن لم تعلق رسميًا، لكنها تضاعف من استعداداتها الأمنية.
  • الولايات المتحدة تدعو إلى تكثيف المفاوضات النووية مع إيران، لكنها تحذر من رد عسكري محتمل.
  • هذه الوثائق قد تزيد من زخم الحملات ضد إيران، وتوسع دائرة الصراع لتشمل ساحة سيبرانية وأمنية جديدة.
  • خبراء يرون أن إيران تحاول استخدام هذه المعلومات كورقة ضغط في المفاوضات النووية الجارية.

آراء الخبراء

  • خبير أمني إسرائيلي: “إذا كان هذا التسريب صحيحًا، فهو أحد أخطر الضربات التي تلقيناها منذ سنوات، ونعمل على تقييم الضرر”.
  • محلل إيراني: “هذه العملية تثبت أن إيران لم تعد مكتوفة الأيدي، وأنها قادرة على شن حرب معلوماتية متقدمة”.
  • خبير دولي: “التسريبات ترفع من درجة التوتر في الشرق الأوسط، وقد تدفع المنطقة نحو سباق تسلح جديد”.

خلاصة

الصراع بين إيران وإسرائيل هو معركة شاملة تشمل السياسة، الأمن، التكنولوجيا، والاستخبارات. التسريب الأخير للوثائق النووية يمثل تصعيدًا خطيرًا، يعكس الحرب الخفية بين البلدين، ويهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي بشكل أكبر. المستقبل لا يزال معلقًا بين مفاوضات دولية هشة واحتمالات صراع مفتوح.