لقطة الشاشة 2025-02-11 في 5.15.04 ص

أحمد أبو الغيط

لندن – اليوم ميديا

تدور في أروقة العمل الدبلوماسي العربي مشاورات غير معلنة لاختيار أمين عام جديد لجامعة الدول العربية، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإعادة النظر في آلية اختيار هذا المنصب الرفيع، والانتقال إلى نظام “تدوير المنصب” بين الدول الأعضاء.

وبحسب مصادر خاصة لموقع “اليوم ميديا”، فإن هناك توافقًا أوليًا بين عدد من العواصم العربية على ضرورة إنهاء احتكار هذا المنصب من قِبل دولة واحدة، وطرح أسماء من الخليج العربي، مع بروز اسم دبلوماسي إماراتي مخضرم يُنظر إليه كمرشح قوي يتمتع بالكفاءة والخبرة.

تأسيس الجامعة العربية عام 1945

فمنذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945، احتكرت مصر منصب الأمين العام لعقود طويلة، باستثناء سنوات قليلة انتقل فيها المنصب إلى تونس والمغرب. لكن التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم العربي اليوم تفرض معادلة جديدة، وتطرح سؤالًا جادًا: أليس من الطبيعي أن ينتقل المنصب إلى الخليج العربي، حيث مركز الثقل السياسي والاقتصادي العربي الجديد؟

لماذا الخليج؟ ولماذا الإمارات تحديدًا؟

أصبحت دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية وقطر، خلال العقدين الأخيرين، محركًا أساسيًا للقرار العربي والإقليمي، من خلال رؤى سياسية أكثر مرونة، وقدرات اقتصادية عملاقة، وأدوار فاعلة في ملفات معقدة من ليبيا إلى السودان، ومن اليمن إلى فلسطين.

وتبرز الإمارات خصوصًا، كدولة ذات خبرة طويلة في العمل متعدد الأطراف، إذ يدير دبلوماسيوها منظمات دولية وهيئات أممية بكفاءة تُشهد لها. وبالتالي، فإن ترشيح دبلوماسي إماراتي مخضرم لمنصب الأمين العام للجامعة العربية يبدو خيارًا منطقيًا واستراتيجيًا.

خلفيات تاريخية:

منذ أحمد الشقيري وحتى أحمد أبو الغيط، ظل منصب الأمين العام رهين توازنات عربية غير مكتوبة، يغلب فيها الطابع الرمزي على الفعالية المؤسسية. لكن مع تراجع دور الجامعة في العقد الأخير، وانحسار تأثيرها في الملفات الساخنة، بات لزامًا تجديد دمائها وقيادتها بمنطق مختلف.

إن تدوير المنصب بين مختلف العواصم العربية سيمنح الجامعة طابعًا أكثر شمولية وتوازنًا، ويمنع احتكار القرار من جهة واحدة، كما يفتح الباب أمام كفاءات وخبرات جديدة تضخّ الحيوية في مؤسسة باتت بحاجة ماسة إلى إعادة تموضع.

خلاصة:

نقل منصب الأمين العام إلى الخليج العربي، وتحديدًا إلى شخصية إماراتية مرموقة، قد يكون بداية التحول الحقيقي للجامعة العربية من كيان رمزي إلى مؤسسة ديناميكية قادرة على الاستجابة لتحديات العصر. فهل نشهد هذا التحول قريبًا؟ الأيام كفيلة بالإجابة.