image

وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب

لندن – اليوم ميديا

أعلنت إيران أنها ستبدأ قريبًا بنشر معلومات تزعم أنها حصلت عليها من “كنز” من أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأوروبية لإجراء تصويت هذا الأسبوع قد يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران بسبب برنامجها النووي.

وقال وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، إن طهران تمتلك “مجموعة ضخمة من الوثائق الاستراتيجية والحساسة، تشمل خططًا وبيانات حول المنشآت النووية الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أن نشر الأدلة بات وشيكًا. وربط بين هذه الوثائق واعتقال إسرائيل مؤخرًا لمواطنين اثنين، هما روعي مزراحي وألموغ أتياس، بتهمة التجسس لصالح إيران، وفق ما نقلته صحيفة “الغاريان” البريطانية.

وتثير هذه المزاعم، التي لم يتم التحقق منها حتى داخل إيران، شكوكًا واسعة بشأن مدى صحتها، ويرى مراقبون أنها قد تكون محاولة لتحويل الأنظار عن برنامج طهران النووي الذي يخضع لمراقبة دولية مشددة.

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع اجتماع ربع سنوي لمجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، حيث تسعى دول أوروبية – هي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة – إلى تمرير قرار يدين إيران بانتهاك التزاماتها النووية. ويستند هذا التحرك إلى تقرير سري من 20 صفحة، أعدته الوكالة، يشير إلى قيام إيران بتخصيب 400 كغم من اليورانيوم بنسبة 60%، أي ما يكفي لصنع 10 قنابل نووية تقريبًا.

وأشار المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، إلى أن التقرير يُظهر قيام إيران بـ”تطهير” ثلاثة مواقع نووية لإخفاء الأدلة، إلى جانب رفضها التعاون الكامل بشأن أنشطتها السابقة.

من جانبها، هددت إيران بردود صارمة، تشمل خفض التعاون مع المفتشين الدوليين وتسريع وتيرة التخصيب، إذا صوّت مجلس إدارة الوكالة ضدها. وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن طهران زادت إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% سبعة أضعاف، وأطلقت 20 سلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة منذ آخر توبيخ لها.

وفي حال تم تمرير القرار، سيكون أمام الدول الأوروبية حتى 18 أكتوبر المقبل لاتخاذ قرار نهائي بشأن إعادة تفعيل العقوبات وفقًا لبنود الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي ينتهي رسميًا هذا العام. وبحسب الصيغة القانونية لذلك الاتفاق، لا يمكن لروسيا أو الصين استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع استئناف العقوبات.

وحذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأوروبيين من اتخاذ “خطأ استراتيجي جسيم”، قائلاً: “اختلاق اتهامات زائفة ضد إيران من خلال تقارير مسيّسة لا هدف لها سوى افتعال أزمة. إيران سترد بقوة على أي انتهاك لحقوقها، والمسؤولية تقع بالكامل على عاتق الأطراف غير المسؤولة”.

وتأتي هذه التطورات في ظل تعثر المفاوضات الثنائية بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي، وسط تقارير عن مهلة مدتها 60 يومًا حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تنتهي في 11 يونيو. ويُتوقع أن يجري ترامب اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأيام المقبلة.

وأعرب رافائيل غروسي عن اعتقاده بأن الطرفين – إيران والولايات المتحدة – جادان في التوصل إلى تسوية. وطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرة للتوسط في الأزمة، واقترح أن تستضيف بلاده مخزون إيران من اليورانيوم في حال التوصل إلى اتفاق.