
بوتين وشي
لندن – ربيع يحيى
في تحول صادم على عكس الصورة العلنية، كشفت وثيقة استخباراتية روسية مسرّبة عن تصنيف الصين كـ”عدو” استراتيجي من قبل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، ما يُظهر تصدّعًا خطيرًا في العلاقة التي طالما وُصفت بـ”التحالف الذهبي” بين موسكو وبكين.
الوجه الآخر للتحالف الروسي-الصيني
رغم التصريحات العلنية المتكررة حول “علاقات لا تتزعزع”، تؤكد الوثيقة، التي نشرتها نيويورك تايمز، أن موسكو ترى في الصين تهديدًا حقيقيًا. إذ حذّر الجهاز الأمني الروسي من نشاط تجسسي مكثف تمارسه بكين داخل روسيا منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا عام 2022.
عمليات تجسس صينية على الأراضي الروسية
الوثيقة، التي تعود لفترة بين أواخر 2023 ومطلع 2024، تفصّل كيف شنت الصين حرب تجسس شرسة، جندت خلالها عملاء روسًا من مسؤولين وخبراء وصحفيين وحتى رجال أعمال. كما استخدمت شركات أمنية واجهات لاستخباراتها، في محاولة لفهم النوايا الروسية وتحليل المشهد من الداخل.
موسكو ترد بحرب مضادة
ردًا على هذه الاختراقات، أطلقت الاستخبارات الروسية حملة أمنية مضادة، أمرت من خلالها:
باستدعاء جميع الروس المرتبطين بمصالح صينية.
بجمع معلومات عن مستخدمي تطبيق WeChat في روسيا.
باختراق وتحليل هواتف وتصرفات من يُشتبه في تجنيدهم.
وشددت الوثيقة على منع تمرير أي معلومات استراتيجية أو حساسة للجانب الصيني، محذّرة من أن بكين تحاول سرقة أبحاث عسكرية واختراق النخبة العلمية الروسية.
الصين.. الشريك الطامع؟
رغم حاجتها للنفط والأسلحة الروسية، ترى موسكو أن الصين تخشى خوض حروب حقيقية، إذ لم يدخل جيشها معركة منذ 1979. ومع ذلك، تسعى بكين للاستفادة من الخبرات الروسية لتحديث أسلحتها الجوية والبحرية، تحسبًا لصدام محتمل مع الغرب في حال غزو تايوان.
الصورة تتغيّر.. هل بدأ تفكك “التحالف الشرقي”؟ هذه التسريبات تعيد رسم ملامح النظام العالمي الجديد، وتثير تساؤلات خطيرة: هل يتفكك الحلف الروسي-الصيني؟ وهل ستُعيد بكين حساباتها تجاه موسكو بعد هذه الفضيحة الاستخباراتية؟