image

من المصدر

لندن – ربيع يحيى

خطوة للأمام وأخرى للخلف.. هذا هو حال حكومة بنيامين نتنياهو المحاصرة داخليًا بصراعات ائتلافها، وخارجيًا بتهديدات إيران وضغط الحرب في غزة. آخر حلقات الصراع انفجرت بين رئيس الوزراء وأحزابه الحريدية، الذين أعادوا ملف حل الكنيست إلى الطاولة، ملوحين بجرّ إسرائيل إلى انتخابات مبكرة ما لم تُمنَح لهم إعفاءات قانونية جديدة من الخدمة العسكرية.

إنذار حريدي.. العد التنازلي بدأ

الحزبان الدينيان المتشددان “شاس” و”يهدوت هاتوره” لم يعودا يكتفيان بالمطالب، بل فرضا موعدًا نهائيًا لتمرير قانون يتيح إعفاء طلاب المدارس التوراتية من الخدمة العسكرية، قانون انتهى مفعوله فعليًا. وما لم تتم الاستجابة لمطالبهما، فإن تصويتهما لصالح حل الكنيست بات مسألة وقت.

لكن لماذا لم يضغطا الزناد بعد؟

“كالكاليست” يكشف: المكاسب قبل الانفجار

بحسب موقع “كالكاليست”، فإن وراء الكواليس رغبة حريدية في إتمام سلسلة تعيينات حساسة، لصالح مقربين في وزارات ومؤسسات حكومية، قبل الانخراط في لعبة الانتخابات. حلّ الكنيست الآن يعني دخول إسرائيل مرحلة انتقالية تُحظر فيها مثل هذه التعيينات، ما سيحرم الحريديم من صفقات سياسية طالما كانت الدافع الأكبر وراء بقائهم في الحكومة رغم معارضتهم “العقائدية” للصهيونية.

قائمة “شاس” للمساومة

حزب “شاس”، الذي يمثل التيار الحريدي الشرقي، وضع على الطاولة قائمة شروط واضحة لتأجيل التصويت على حل البرلمان:

تمرير تعيينات حساسة لقيادات الحزب.

تولي رئاسة سلطة السكان والهجرة.

تعيين عشرات الحاخامات في البلديات.

السيطرة على مراكز نفوذ دينية وإدارية.

تعيين مدير لمركز الخدمات الدينية.

نتنياهو يناور.. وورقة إيران على الطاولة

في المقابل، لجأ نتنياهو إلى أسلوب التأجيل والمناورة، ضاغطًا على “يهدوت هاتوره” لتأجيل التصويت أسبوعًا واحدًا فقط، على أمل استكمال تعيينات من بينها رئيس جهاز الشاباك الجديد، دافيد زيني، وحاخامات كبار.

وفي محاولة لتخويف الحريديم من تبعات التصعيد، حذرهم نتنياهو خلال اجتماع مغلق من أن حلّ الكنيست الآن قد يكون كارثيًا في ظل المواجهة المرتقبة مع إيران. كما نشر مقطع فيديو غامضًا أشار فيه إلى “تطورات مهمة” بشأن الأسرى، دون تفاصيل، محاولًا كسب بعض الوقت.

الكنيست مقابل “الإعفاء المقدّس”

مراقبون يرون أن موقف الحريديم مرهون بمقدار ما سيناله الحزبين من مكاسب فورية. فبقاءهم داخل ائتلاف يعارضونه فكريًا يعود إلى تحصيلهم مكاسب تشريعية ووظيفية غير مسبوقة. لكن في حال فشل نتنياهو في تمرير قانون يعفيهم بشكل واسع من التجنيد، فإن الاحتقان في الشارع الحريدي قد يطيح بكل تلك الحوافز.

حينها، سيكون خيارهم الوحيد هو الدفع نحو حل الكنيست… مهما كانت التعيينات مغرية.