
من قطاع غزة
لندن – ربيع يحيي
بينما يستمر اليمين الإسرائيلي في التشبث بخيار الحرب والاحتلال، يبرز من داخل الكواليس “لوبي خفي” من الوزراء والمسؤولين والشخصيات العامة، يطالب بوقف الحرب على غزة. لكن دوافع هذا اللوبي لا تمتّ بصلة للمعاناة الإنسانية، بل تتعلق بتدهور الصورة الدبلوماسية لإسرائيل وإنهاك الجيش دون تحقيق مكاسب جديدة.
ما الذي يستند إليه هذا اللوبي؟
كشفت قناة “الأخبار 12” العبرية عن وجود مجموعة مؤثرة من صناع القرار الإسرائيليين تعتبر أن الحرب استوفت أهدافها، وأن استمرارها يُكبد إسرائيل خسائر سياسية ودبلوماسية أكبر من أي مكاسب عسكرية على الأرض.
وفي حين يتجنب الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو الاعتراف العلني بوجود انقسام داخلي، فإن تصريحات “من وراء الكواليس” لوزراء بارزين تؤكد القلق المتنامي من عبثية استمرار الحرب.
الاتصال المشحون بين ترامب ونتنياهو
الدافع الأبرز لتحرك هذا اللوبي، بحسب التسريبات، هو الاتصال الهاتفي المتوتر بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي عبّر فيه الأخير عن استيائه من مواصلة الحرب، مطالبًا بوقفها لإفساح المجال أمام مفاوضات استراتيجية – ربما تشمل إيران أو السعودية.
زامير: الجيش الإسرائيلي في حالة إنهاك
تأكيدًا لحجم المأزق، صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال لقائه بجنود احتياط من “اللواء 646″، أن إسرائيل لا يمكنها الاستمرار بالحد الأدنى من الجاهزية، وأن الجيش بحاجة إلى المزيد من الموارد والتجنيد لتخفيف الضغط عن القوات التي تعرضت لخسائر جسيمة.
ما الذي يريده الجيش الآن؟
حدد زامير خمس أولويات عاجلة:
- استعادة جميع الأسرى.
- الحسم في المعارك ضد الفصائل.
- تقليص أمد الحرب.
- بناء تشكيلات قتالية جديدة.
- تخفيف العبء عن القوات العاملة ميدانيًا.
الخلاصة: بين الحرب والحسابات
يتزايد الضغط من داخل إسرائيل – لا من منطلقات إنسانية – ولكن بسبب غياب الأفق السياسي والقتالي. الجيش منهك، والدبلوماسية تخسر، والشارع قلق، بينما لا يزال نتنياهو يقاتل على جبهة البقاء السياسي، ولو على أنقاض غزة.