
لقطة تُظهر مصفاة في حقل بارس الجنوبي للغاز بعد استهدافها بطائرة إسرائيلية مُسيّرة
لندن: فهد الخالد
اتهمت طهران إسرائيل بمحاولة توسيع رقعة الحرب إلى خارج الأراضي الإيرانية، بعد استهداف منشأة غاز كبرى في محافظة بوشهر الواقعة على الساحل الإيراني للخليج العربي. وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن “جرّ الصراع إلى الخليج الفارسي خطأ استراتيجي خطير”، مشيرًا إلى أن الهجوم الإسرائيلي استهدف منشأة حيوية في حقل “بارس الجنوبي”، الذي يُعد مصدرًا لحوالي 70% من إمدادات الغاز الطبيعي المحلية في إيران.
جاءت تصريحات عراقجي خلال أول ظهور علني له منذ بدء الضربات الإسرائيلية الأخيرة على طهران، والتي وصفتها إيران بأنها الأعنف منذ عقود، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين، وتدمير مواقع عسكرية ونووية ومناطق مدنية. وأكد أن “أي تصعيد في هذه المنطقة الحساسة سيؤثر على استقرار العالم بأسره”.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت منشأة في بارس الجنوبي، مما أدى إلى انفجار هائل وحريق كبير يوم السبت. ويمثل هذا الحقل أحد أكبر احتياطات الغاز في العالم، تتقاسمه إيران وقطر.
وفي تعليقها على هذه التطورات، قالت الباحثة الفرنسية في شؤون الطاقة “سيلين لوران”، في تصريح خاص لـ”اليوم ميديا”:
“استهداف منشآت الغاز في الخليج قد يشعل أزمة طاقة عالمية حقيقية. إذا توسّع القصف ليشمل منشآت أخرى أو أثّر على صادرات الغاز من قطر أو إيران، فالعواقب على أوروبا وآسيا ستكون كارثية.”
وأكد عراقجي أن إيران لا تنوي توسيع الصراع إلى الدول المجاورة أو استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، رغم “امتلاك أدلة على تورط واشنطن غير المباشر” في الهجمات. وأضاف:
“تلقينا رسائل من الولايات المتحدة تدّعي أنها لم تشارك في العدوان، لكننا لا نثق بهذه التصريحات، ولدينا معلومات تؤكد العكس.”
كما أشار إلى أن إيران ألغت محادثات كانت مقررة مع الولايات المتحدة في عمان، وقدّمت طلبًا لعقد اجتماع طارئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين، بعد الهجوم الإسرائيلي على منشأة نطنز النووية. واعتبر أن استهداف المنشآت النووية “يجب أن يُدان دوليًا بوصفه خرقًا للقانون الدولي”.
من جانبه، قال الخبير الأميركي في القانون الدولي “دانيال بروكس” لـ”اليوم ميديا”:
“استهداف البنية التحتية الحيوية لدولة عضو في الأمم المتحدة من قبل قوة خارجية، دون تفويض أممي، يُعد انتهاكًا واضحًا للمادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة. وإذا ما ثبت أن الهجوم طال منشآت نووية، فالأمر قد يُصنف كجريمة حرب.”
وشدد الدبلوماسي الإيراني على أن بلاده لم تكن تنوي استهداف البنية الاقتصادية لإسرائيل، لكنها اضطرت لذلك بعد تضرر منشآتها النفطية. وألمح إلى أن إسرائيل تهدف من خلال هذه الهجمات إلى تغيير النظام السياسي في طهران، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب القوى الأوروبية التي ترفض حتى الآن إدانة الضربات الإسرائيلية.
وفي ختام تصريحاته، وجه عراقجي شكرًا للدول التي أدانت الهجوم، لكنه انتقد بعض العواصم الأوروبية التي – بحسب تعبيره – “تدّعي التحضّر لكنها تتجاهل خرق القانون الدولي من قبل إسرائيل”.