ترامب يشعل النار: “دعهم يتقاتلون”.. هل منح الضوء الأخضر لحرب كبرى؟

خاص – اليوم ميديا
في تصريح ناري أثار موجة من التساؤلات والانتقادات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “أحيانًا عليهم أن يتقاتلوا”، في إشارة مباشرة إلى الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، ما اعتُبر من قبل مراقبين “تشجيعًا غير مباشر” لتصعيد عسكري واسع قد يغيّر وجه الشرق الأوسط.
وجاء تصريح ترامب، الأحد، بينما كان يتحدث إلى الصحفيين قبيل مغادرته البيت الأبيض متوجهًا إلى قمة مجموعة السبع (G7)، حيث أضاف:
“أعتقد أن هناك فرصة جيدة لصفقة… لكن أحيانًا، الأفضل أن تندلع المواجهة أولًا، ثم يأتي الحل.”
ضوء أخضر غير معلن؟
ورغم نفيه أي تورط مباشر للولايات المتحدة في الهجمات الإسرائيلية، فإن ترامب لم يُبدِ أي رغبة واضحة في الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما دفع محللين للقول إن واشنطن ربما “ترغب في اختبار حدود القوة الإسرائيلية والإيرانية على الأرض”.
الخبير في شؤون الأمن القومي الأميركي جوناثان رايس، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قال في حديث لـ”اليوم ميديا”:
“ترامب يتعامل مع الصراعات كما يتعامل مع الصفقات التجارية.. يترك الأمور تتأزم ليرى من يستسلم أولًا، وهذا أمر خطير جدًا عندما يتعلق الأمر بآلاف الأرواح.”
أما الباحثة في العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد إيميلي غرانت، فرأت أن تصريحات ترامب “تدل على استخفاف مقلق بالحرب وأبعادها الإنسانية”:
“تشبيه ترامب الصراع بشجار أطفال في حديقة لا يعكس فقط انعدام حساسية سياسية، بل يكشف عن عقلية تنظر إلى الصراعات الكبرى كأداة تفاوض.”
حرب بلا ضوابط
بالتزامن مع تصريحات ترامب، كانت إسرائيل تطلق موجة جديدة من الهجمات الجوية على منشآت عسكرية داخل إيران، شملت منشآت تابعة لفيلق القدس ومراكز أبحاث صاروخية، فيما ردت طهران بسلسلة صواريخ جديدة استهدفت حيفا وتل أبيب ومدنًا في الجنوب.
وقدّرت وزارة الصحة الإيرانية مقتل 224 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، فيما أعلنت إسرائيل سقوط 14 قتيلًا وأكثر من 380 جريحًا، في حين أكدت مصادر استخباراتية مقتل قائد استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه في ضربة دقيقة استهدفتهما الأحد.
هل تتورط واشنطن لاحقًا؟
تصريحات ترامب، التي وصفها محللون في أوروبا بـ”العبثية”، فتحت باب التساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تنوي التدخل لاحقًا في الحرب، خصوصًا أن بعض الجنرالات الأميركيين في البنتاغون كانوا قد حذروا من “انفجار إقليمي محتمل” إذا استمرت الضربات المتبادلة.
الباحث الألماني توماس بيرغر، من مركز ميونيخ للسياسات الأمنية، قال إن “الصمت الأميركي وعدم ممارسة أي ضغوط على إسرائيل يعني ضوءًا أخضر مبطنًا”، مضيفًا أن “الحرب خرجت من إطار التكتيك إلى إستراتيجية قد تتطلب تدخلاً أميركيًا مباشرًا في أي لحظة.”