image

الدمار في طهران (غيتي) من المصدر

لندن – اليوم ميديا | ترجمة خاصة

رغم تأكيد إسرائيل نجاح عملية “الأسد الصاعد” فجر الجمعة، عبر ضربات جوية وطائرات مسيرة داخل إيران، لا تزال النتائج الحقيقية غير واضحة، مع وجود إشكاليات كبيرة لم تقدم تل أبيب إجابات حاسمة بشأنها، وفقًا لموقع “كالكاليست” العبري. جاء الرد الإيراني قوياً ومكثفًا، عبر صواريخ باليستية وطائرات مسيرة انتحارية، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية في إسرائيل، وربما خفف الضغط مؤقتًا عن قطاع غزة.

وقد قدم موقع “كالكاليست” كشف حساب شامل لأبرز الأسئلة التي ما زالت بلا إجابة، والتي تثير الشكوك حول جدوى العملية التي حملت اسم “الأسد الصاعد”، والتي تنتظر نتائج ميدانية واضحة تثبت فعاليتها. وهذه الإشكاليات تشمل ستة محاور رئيسية.

هل قوضت إسرائيل المشروع النووي الإيراني أم حفزته؟

يرى الموقع أن إسرائيل وحدها، دون دعم أمريكي مباشر، لن تتمكن من تعطيل البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الضربات قد تحفز النظام في طهران على تسريع مشروع تطوير السلاح النووي، خصوصًا وأن الهجمات قد تُستخدم من قبل إيران كمبرر لـ”شرعنة” امتلاك السلاح النووي.

ماذا عن الموقف الأميركي؟

تظل العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذا السياق غامضة، فبالرغم من التعاون الأمريكي في عمليات التمويه ما قبل الهجوم، إلا أن تصريحات متباينة صدرت عن القادة الأمريكيين، مثل دعوة ترامب لوقف الحرب، وانتقاد وزير الخارجية مارك روبيو للعمل الإسرائيلي "الأحادي الجانب". ويؤكد "كالكاليست" أن تعطيل المشروع النووي الإيراني مسؤولية أمريكية أولاً، لا يمكن لإسرائيل تنفيذها بمفردها.

هل ستتمكن إيران من تعويض القيادات التي قُتلت؟

قتل الهجوم الإسرائيلي مجموعة من القادة العسكريين والعلماء النوويين البارزين، لكن الموقع يشكك في أن تكون خسائر الخبرات والخبرة لا يمكن تعويضها سريعًا، مع بقاء الطبقة السياسية ورجال الدين والمرشد الأعلى خارج نطاق الاستهداف.

هل ستنجرف إسرائيل نحو تصعيد مدمّر؟

يحذر الموقع من أن الحرب "لا تأتي بالمجان"، مع وجود آلاف الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تهدد إسرائيل وجوديًا، وإن كان الخطر أكبر من السلاح النووي. التوتر قد يؤدي إلى خراب متبادل، لكن كلا الطرفين يرغبان في تجنب ذلك.

هل تمتلك إسرائيل قيادة سياسية قادرة على التعامل مع الأزمة؟

يشكك الموقع في قدرة القيادة الإسرائيلية الحالية على اتخاذ قرارات سياسية حاسمة بعد الضربة العسكرية، خاصة في الملفات الحساسة مثل حرب غزة وملف الأسرى، مع تأكيد الحاجة إلى قيادة جديدة تتمتع بجرأة سياسية حقيقية.

هل سيعود نتنياهو إلى سياسة "العدو الداخلي"؟

يخشى الموقع أن يستغل نتنياهو العملية العسكرية لتغذية الانقسامات الداخلية، مستهدفًا اليسار، النظام القضائي، والعرب في الداخل الإسرائيلي، خاصة إذا فشل في تحقيق مكاسب انتخابية أو إثبات تعطيل البرنامج النووي الإيراني.

ماذا ينتظر إسرائيل وإيران؟

تثير العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران العديد من التساؤلات حول نجاحها الحقيقي وقدرتها على تحقيق أهدافها، وسط تصعيد إيراني يهدد الاستقرار، ومخاوف سياسية داخل إسرائيل من تداعيات قد تمتد إلى الداخل. يبقى الموقف الأميركي المحوري وتطورات الساحة العسكرية عوامل حاسمة في تحديد مسار هذه المواجهة.