image

ازدحام مروري خانق على الطريق المؤدي إلى طهران، حيث يحاول الناس الفرار من المدينة (الغارديان)

في واحدة من أكثر الليالي سوادًا في تاريخ الجمهورية الإسلامية، اهتزت العاصمة الإيرانية طهران تحت وقع انفجارات ضخمة وغارات إسرائيلية غير مسبوقة، دفعت كثيرين إلى الحديث عن “ليلة الهروب الكبير”. صور الطوابير عند محطات الوقود، ومقاطع لمواكب سيارات تغادر طهران باتجاه الشمال، ولحظات رعب التُقطت من داخل الأنفاق والملاجئ، أثارت تساؤلات جوهرية: هل بدأ سقوط نظام المرشد علي خامنئي بالفعل؟

العاصمة تنهار.. والخوف ينتشر

الليلة التي أعقبت الهجوم الإسرائيلي الأخير كانت كفيلة بإحداث شرخ نفسي في عمق المجتمع الإيراني. تقارير استخبارية غربية أشارت إلى أن بعض كبار المسؤولين غادروا العاصمة إلى مواقع آمنة في قم ومشهد ويزد، في حين تعالت أصوات متفرقة تطالب بانتقال السلطة و”خروج المؤسسة الدينية من الحكم”.

خامنئي.. في وجه العاصفة

رغم ظهوره المتأخر في خطاب مقتضب عقب الغارات، بدا المرشد الأعلى علي خامنئي متعبًا ومهزوزًا، على غير عادته. لم يتطرق إلى تفاصيل الهجوم، واكتفى بعبارات عامة عن “الثبات” و”النصر”، مما زاد الشكوك حول مدى سيطرته على الأحداث.

آراء الخبراء

إيلينا فريدمان، خبيرة الشؤون الإيرانية في مركز “أتلانتيك للدراسات”، تقول لـ”اليوم ميديا”:
“خامنئي اليوم أضعف من أي وقت مضى. إيران تواجه لحظة انهيار داخلي، تتجاوز الحرب مع إسرائيل إلى عمق شرعية النظام ذاته.”

خالد الطنطاوي، محلل سياسي مقيم في إسطنبول، يرى أن اللحظة الحالية تشبه بدايات سقوط صدام حسين:
“لدينا نظام معزول، شعب ناقم، اقتصاد متهاوٍ، وخصم خارجي يضرب بقوة ودقة.. كل هذه مؤشرات على دخول النظام مرحلة ما قبل السقوط.”

المرشد الأعلى علي خامنئي

روبرت كوهين، ضابط استخبارات سابق في “CIA”، قال:
“ما يحدث في طهران ليس مجرد تصعيد عسكري، بل بداية تفكك منظومة الحكم. السؤال لم يعد هل يسقط خامنئي، بل متى.”

خبير سياسي مقيم في طهران، فضّل عدم الكشف عن اسمه، تحدث لـ”اليوم ميديا” عبر تطبيق مشفر، وقال:
“هناك شعور خانق بأن الدولة فقدت السيطرة. حتى داخل الدوائر الرسمية، هناك همس عن خلافة المرشد، وعن أن بعض القادة العسكريين بدأوا يحصّنون مواقعهم تحسبًا للانهيار.”

خلفية: كيف وصلنا إلى هنا؟

انطلقت الشرارة الأولى مع الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية في طهران وقم وأصفهان، ضمن عملية أطلقت عليها إسرائيل “الأسد الصاعد”، في أعقاب تقارير عن تقدم إيران نحو إنتاج سلاح نووي.
الرد الإيراني بالصواريخ الباليستية جوبه بموجة أعنف من القصف، شلّت شبكة الدفاع الجوي الإيراني، وأربكت القيادة المركزية للحرس الثوري.

ارتباك داخلي.. ومؤشرات انقسام

مصادر من داخل طهران تحدثت عن خلافات حادة بين قيادة الحرس الثوري ورئاسة الأركان، حول طريقة الرد على الضربات، وسط تكهنات بوجود “تسريبات داخلية” سهّلت على إسرائيل ضرب أهداف دقيقة. في المقابل، تصاعدت نداءات من الشارع الإيراني تطالب بوقف الحرب والتركيز على الوضع الداخلي المنهار.

هل تكون هذه النهاية؟

ربما من المبكر الجزم بسقوط خامنئي، لكن المؤكد أن “أسطورة المرشد المعصوم” قد تكسّرت. المشاهد القادمة من طهران لا توحي بثقة، بل بفوضى، وانتظار لحظة الانهيار التام.
ومع كل يوم يمر، تتسع دائرة التساؤل: هل بدأ الإيرانيون فعلاً يعدّون الأيام الأخيرة لحكم المرشد؟


لندن: تحليل خاص لـ ‘اليوم ميديا