
الدخان يتصاعد في طهران إثر قصف إسرائيلي السبت
أثارت الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية موجة من القلق والانتقادات في الشرق الأوسط والعالم، وسط تحذيرات متزايدة من أن التصعيد قد يخرج عن السيطرة، ويجر المنطقة إلى حرب شاملة.
مخاوف الخليج والدعوة إلى ضبط النفس
أبدت دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات وقطر وسلطنة عمان، التي كانت من بين الوسطاء في المحادثات النووية مع إيران، قلقها العميق من تداعيات الهجمات. رغم تاريخ المنافسة الإقليمية مع طهران، دعت هذه الدول إلى خفض التصعيد والحوار، خوفًا من امتداد الصراع إلى قواعدها العسكرية الواقعة على أراضيها، ما قد يعرضها لهجمات انتقامية.
وأكدت قطر أن “التصعيد الخطير الحالي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي”، ودعت إلى الحكمة وضبط النفس. بينما أعلنت السعودية حالة تأهب قصوى وأكدت ضرورة تجنب أي خطوات قد تزيد التوترات.
ردود فعل دولية متباينة بين إدانة ودعوات دبلوماسية
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “قلقًا بالغًا” من استخدام القوة، داعيًا إلى تجنب دوامة العنف، معتبرًا الدبلوماسية السبيل الوحيد للحل.
وأدانت باكستان وروسيا الهجوم، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ووصفت روسيا الضربات بأنها “غير مسؤولة” وتصعيد خطير.
في المقابل، شددت شخصيات الاتحاد الأوروبي على ضرورة خفض التصعيد، مع استمرار المفاوضات السياسية، فيما دعا قادة فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى ضبط النفس والعودة للحوار.
آراء خبراء غربيين
البروفيسور جوناثان سميث، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، يرى أن “الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية هو رسالة واضحة لطهران، لكنها محفوفة بالمخاطر، إذ يمكن أن تدفع النظام إلى تسريع برنامجه النووي بدلاً من تقييده. الحوار الدبلوماسي يبقى الطريق الأمثل لمنع تفجر الصراع”.
دانا ماكجيل، خبيرة شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن، تؤكد أن “الدبلوماسية الأوروبية تلعب دوراً حيوياً في منع التصعيد. ومع ذلك، فإن تصاعد التوترات يفرض ضغطًا كبيرًا على الجهود الدولية الرامية لاحتواء الأزمة”.
آراء خبراء إقليميين
د. سامر الحلو، محلل سياسي من بيروت، يشير إلى أن “الخليج في موقف حرج للغاية، فهو يسعى لموازنة مصالحه بين واشنطن وطهران. ومع ارتفاع التوتر، فإن احتمالية اندلاع صراع مباشر تزداد، خصوصاً إذا لم تتمكن الميليشيات التابعة لإيران من دعم النظام”.
سارة القاسمي، باحثة في شؤون الأمن الإقليمي، ترى أن “الردود الخليجية المتحفظة تعكس رغبة في تجنب حرب إقليمية شاملة. لكن ذلك لا يعني أن المنطقة بعيدة عن خطر الانزلاق، خصوصاً مع استمرار الاستفزازات والتصعيد المتبادل”.
هل يقترب الشرق الأوسط من انفجار شامل؟
مع تزايد التوترات، تبقى مخاوف المجتمع الدولي قائمة من أن تؤدي الضربات الأميركية إلى تصعيد أوسع يشمل حلفاء إيران والولايات المتحدة، مما قد ينذر بحرب إقليمية لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
الميليشيات التابعة لإيران قد لا تتمكن من تقديم الدعم اللازم لطهران في حال قررت الرد، مما يزيد من احتمال أن تخوض إيران المواجهة وحدها، وسط تردد الحلفاء.
خلاصة
تشير ردود الفعل الدولية إلى تحذيرات جدية من خطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، حيث تتزايد الدعوات إلى التهدئة والدبلوماسية. يبقى السؤال: هل تستمع الأطراف المعنية لهذه النداءات قبل أن تنزلق المنطقة إلى صراع لا يرحم؟
وحدة السياسية – لندن – اليوم ميديا