image

إيرانيون في مظاهرة مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل في طهران (الغارديان)

في ظل تصاعد التوترات الحادة بين إسرائيل وإيران، يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا متسارعًا عقب الضربات العسكرية الأمريكية على مواقع نووية وعسكرية إيرانية. وأثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موجة جدل بعد أن طرح فكرة تغيير النظام الإيراني عبر منصته الاجتماعية “Truth Social”، متسائلًا:

“ليس من الصحيح سياسيًا استخدام مصطلح ‘تغيير النظام’، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟؟؟”

في المقابل، أكدت أبرز الشخصيات في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران، بل تستهدف البرنامج النووي الإيراني فقط، حيث أكد نائب الرئيس جيه دي فانس أن الصراع هو مع برنامج إيران النووي، وليس مع الدولة الإيرانية ذاتها. كما صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن واشنطن لا تسعى إلى شن حرب شاملة، وفقا لصحيفة (الغارديان) البريطانية.

وفي ظل هذا المشهد المتوتر، تستعد إيران للرد على الضربات، إذ صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في إسطنبول بأن بلاده ستدرس كل الخيارات الممكنة، مؤكدًا أنه لا عودة إلى الدبلوماسية قبل الرد، وقال:

“أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي. إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة.”

وفي خطوة دبلوماسية، توجه عراقجي إلى موسكو لمناقشة “التهديدات المشتركة” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لتنسيق المواقف وسط التوترات.

على الجانب الإسرائيلي، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية تقترب من تحقيق أهدافها المتمثلة في إزالة تهديد الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي الإيراني، مضيفًا:

“لن نواصل عملياتنا بما يتجاوز ما هو ضروري لتحقيقها، لكننا أيضًا لن ننتهي منها قبل الأوان. عندما تتحقق الأهداف، ستكتمل العملية وسيتوقف القتال.”

ردًا على هذه التطورات، أصدرت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بيانًا مشتركًا تحث إيران على الانخراط في مفاوضات جدية لمعالجة جميع المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي، مع التأكيد على ضرورة تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، مشددين على أنه:

“لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي أو أن تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي.”

وفي الجانب الصحي، صرحت وزارة الصحة الإيرانية بأن الضربات الأمريكية أدت إلى إصابة عدد غير محدد من الأشخاص، دون تسجيل أي علامات لتلوث إشعاعي، وأضاف المتحدث حسين كرمانبور:

“لدى الوزارة وحدات طوارئ نووية في المرافق الطبية القريبة من المواقع النووية منذ سنوات.”

إلى ذلك، أعلنت إسرائيل عن قصف “عشرات” الأهداف العسكرية الإيرانية، شملت لأول مرة مواقع صواريخ بعيدة المدى في منطقة يزد وسط البلاد، حيث قال بيان عسكري:

“حوالي 30 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ضربت عشرات الأهداف العسكرية في أنحاء إيران، بما في ذلك مركز قيادة الصواريخ الاستراتيجية ‘الإمام الحسين’ في يزد.”

وفي تصريحات أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه لا توجد عمليات عسكرية إضافية مخططة حاليًا ضد إيران، لكنه أشار إلى أن هناك حالة ترقب لمعرفة ما إذا كانت إيران قد نقلت بعض المواد النووية قبل الضربات.

في تطور مهم، وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، الممر الملاحي الاستراتيجي بين إيران وعمان، حيث ينتظر القرار النهائي من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو ما قد يؤثر على التجارة العالمية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغزيث إن تقييم أثر الغارات الجوية لا يزال جارياً، لكنه أشار إلى نجاح الضربات في استهداف المناطق المخططة، وأضاف:

“تقييم الأضرار مستمر، ولكن جميع ذخائرنا الدقيقة أصابت الأهداف المرجوة وحققت التأثير المطلوب.”

وأشاد هيغزيث بقيادة الرئيس ترامب، مؤكداً أنه أشرف على “القضاء” على الطموحات النووية الإيرانية، وقال:

“حلم العديد من الرؤساء توجيه الضربة القاضية للبرنامج النووي الإيراني، ولم يتمكن أحد منهم إلا ترامب.”

وحدة التحليل السياسي – لندن – اليوم ميديا





اليوم ميديا، موقع إخباري عربي شامل، يتناول أبرز المستجدات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، ويتبع شركة بيت الإعلام العربي في لندن.