image

دونالد ترامب

في تطور أمني خطير كشفته شبكة NBC، وصل تحذير من إيران إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال قمة مجموعة السبع في كندا منتصف يونيو 2025، تضمن تهديداً بتفعيل خلايا إرهابية نائمة داخل الولايات المتحدة في حال تعرضت منشآتها النووية لأي هجوم أميركي.

هذا التهديد الذي حمل رسالة واضحة ومباشرة جاء عبر وسيط دولي، أثار موجة من القلق داخل أروقة البيت الأبيض ووكالات إنفاذ القانون، ما دفع إلى حالة تأهب قصوى وفتح نقاشات حادة في دوائر صنع القرار الأميركي.

هل أغضب تهديد إيران ترامب؟

بحسب محللين غربيين، فإن تهديد إيران جاء بمثابة استفزاز مباشر لترامب، الذي كان بالفعل في موقف حساس سياسياً وأمنياً. تقول الدكتورة هيلين مورغان، خبيرة في الشؤون الإيرانية من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط:

“هذا النوع من الرسائل لا يُرسل إلا ليعكس جدية طهران في الرد، وهو إعلان ضمني بأن طهران مستعدة لتصعيد المواجهة إلى الداخل الأميركي. ترامب، المعروف بردود أفعاله الحادة وقراراته المتسرعة، اعتبر التهديد بمثابة خط أحمر يجب مواجهته بقوة.”

ويضيف الجنرال السابق مايكل أندرسون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS):

“ترامب كان يسعى لإظهار موقف حازم ضد إيران، وتهديد خلايا نائمة داخل أميركا أشعل له فتيل المواجهة سريعاً، خاصة أنه شعر بأن الرد الأميركي لا يمكن أن يكون ضعيفاً أو متردداً.”

لماذا عجل ترامب بقصف المنشآت النووية؟

الرسالة الإيرانية كانت بمثابة صفعة سياسية وأمنية، وضعت ترامب تحت ضغط شديد. فوفقاً للخبراء، قرار القصف لم يكن فقط رد فعل على التهديد، بل كان محاولة لمنع إيران من تعزيز قدراتها النووية، وقطع الطريق على أي تحرك يمكن أن يؤدي إلى هجوم إرهابي داخل الولايات المتحدة، كما تقول السيدة لورا كينغ، خبيرة مكافحة الإرهاب من جامعة جورجتاون:
“القصف جاء في إطار استراتيجية ترامب لمنع إيران من توسيع نفوذها النووي، مع إظهار أن أي تهديد للأمن القومي الأميركي لن يمر دون رد سريع وقاسٍ. التوقيت نفسه يعكس محاولة لمنع تفجير أي هجمات إرهابية محتملة داخل الأراضي الأميركية.”

آخر تطورات حرب إيران إسرائيل

وقد أضاف نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس في تصريح لـ NBC أن الإدارة كانت تدرس احتمال وقوع هجمات داخلية، مشيراً إلى وجود قلق من دخول أشخاص مشبوهين للولايات المتحدة في فترة حكم بايدن، وهو ما ساهم في تعزيز مبررات القصف: “حينما تشعر أن التهديد مباشر وخطير، يجب أن تتخذ إجراءات استباقية.”

رؤية دبلوماسية غربية

من منظور دبلوماسي أوروبي معني بالملف الإيراني، هناك اعتقاد واسع بأن إيران تلعب بورقة التهديد لتجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يتراجعون، أو على الأقل يضعفون من عزيمتهم: “إيران تحاول استخدام هذه الرسائل لترهيب واشنطن ودفعها إلى التراجع عن خططها. لكنها في الوقت نفسه تدرك أن الرد الأميركي قد يكون عنيفاً، وهو ما يجعل الأمور على حافة الهاوية. هذا التصعيد يحمل مخاطرة كبيرة لأن أي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى انفجار شامل في المنطقة.”

التحديات الأمنية الداخلية في الولايات المتحدة

تهديد إيران بتفعيل خلايا إرهابية داخل الولايات المتحدة هو تهديد جدي، وليس مجرد تصريحات إعلامية. فقد أشار تقرير وزارة الأمن الداخلي إلى احتمالات تنفيذ هجمات إرهابية، سواء عبر عمليات تقليدية أو إلكترونية، مستهدفة مسؤولين سابقين وحاليين يعتبرهم النظام الإيراني مسؤولين عن مقتل قاسم سليماني. هذا الواقع دفع وكالات إنفاذ القانون إلى رفع حالة التأهب، بحسب التقرير.

المحلل الأمني الأميركي توم ريد يرى:
“التحدي هو أن الخلايا النائمة تعتمد على سرية عالية، وقد يصعب كشفها مبكراً. وهذا يضع ضغطاً كبيراً على أجهزة الأمن لمنع وقوع هجمات قد تكون مدمرة. لهذا السبب، أعتقد أن الرد العسكري على المنشآت النووية هدفه قطع دابر هذه التهديدات قبل أن تتحول إلى هجمات فعلية.”

هل ستتخذ إيران خطوات تصعيدية داخل الولايات المتحدة؟

رغم التحذيرات، يشير بعض الخبراء إلى أن إيران قد تلجأ إلى تصعيد محدود ومدروس، لكن ليس بالضرورة أن تفتح جبهة واسعة في الداخل الأميركي، خشية رد أميركي أكبر وأوسع:
“إيران ذكية بما يكفي لتدرك أن استفزاز أميركا داخل الأراضي الأميركية قد يؤدي إلى عواقب كارثية على النظام الإيراني نفسه، لذلك قد تعتمد على هجمات إلكترونية أو عمليات محدودة لتجنب مواجهة شاملة.” — هكذا يقول الباحث في الشؤون الأمنية جيمس كارتر.

خلاصة

الرسالة الإيرانية بتهديد خلايا إرهابية نائمة داخل الولايات المتحدة لم تكن مجرد تحذير عابر، بل تحرك استراتيجي هدفه ردع واشنطن عن أي ضربة، لكنها بالمقابل أججت من حدة التوتر، وأدت إلى قرار سريع من إدارة ترامب بشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية. ترامب اعتبر التهديد انتهاكاً صارخاً يجب مواجهته بقوة، لتأكيد هيبة الولايات المتحدة ولحماية الأمن الداخلي.

هذا التصعيد يعكس خطر انفجار مواجهة قد تؤدي إلى أزمات إقليمية وعالمية عميقة، ويبقى السؤال: هل تستطيع الدبلوماسية أن تفرض سيطرتها على هذه الأزمة، أم أن المنطقة والعالم مقبلون على فصل جديد من المواجهات؟

ترامب، خلايا نائمة، الضربة النووية، NBC، قصف إيران، التهديدات الإيرانية، الأمن القومي الأميركي، الحرب الأميركية الإيرانية، قاسم سليماني، الإرهاب، السياسة الأميركية، الشرق الأوسط

وحدة التحليل السياسي – لندن – اليوم ميديا