image

في تطور لافت يعكس عمق الصدمة الخليجية، أصدرت كل من السعودية والإمارات بيانات شديدة اللهجة تندد بقصف الحرس الثوري الإيراني لقاعدة العديد الجوية في قطر، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا و”انتهاكًا صارخًا” للسيادة القطرية والقانون الدولي.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان رسمي، إنها تدين بأشد العبارات استهداف إيران لقطر، وتؤكد تضامنها الكامل مع الدوحة، ودعمها الثابت لما يحفظ أمنها وسلامة أراضيها وسكانها، محذّرة من تداعيات خطيرة للتصعيد الإقليمي.

من جانبها، عبّرت السعودية عن “استنكارها الشديد” لما وصفته بـ”العدوان الإيراني السافر”، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب قطر، وداعمة كل الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها. وأكد البيان السعودي أن ما جرى “لا يمكن تبريره” بأي حال، ويشكل خرقًا سافرًا لمبادئ حسن الجوار.

رسالة خليجية حازمة

أجمعت البيانات على المطالبة بوقف فوري للتصعيد، والعودة إلى طاولة الحوار والدبلوماسية، تجنبًا لجرّ المنطقة إلى مواجهات قد تؤدي إلى “كارثة أمنية إقليمية”.

أبعاد التحرك الخليجي

يرى مراقبون أن هذه التصريحات تمثل تغيرًا نوعيًا في الموقف الخليجي، وتبعث برسالة موحدة مفادها أن استهداف قطر هو استهداف للجميع، وأن طهران تدفع بالمنطقة نحو خطر الانفجار الشامل.

آراء الخبراء:

خبير غربي: جوناثان رايس – باحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد السياسات الدولية، واشنطن

قال رايس لـ”اليوم ميديا”: “الضربة الإيرانية لقطر ليست مجرد رد عسكري على الوجود الأميركي، بل تحمل دلالات رمزية خطيرة تجاه الخليج”.

وأضاف: “استهداف قاعدة العديد، إحدى ركائز التحالف الأمني الأميركي–الخليجي، يشير إلى أن إيران مستعدة لمخاطرة كبرى، وتبعث برسالة مزدوجة: الأولى إلى واشنطن، والثانية إلى دول الخليج بأن الحماية الأميركية لم تعد كافية لردع طهران”.

وختم رايس بالتحذير من أن “استمرار هذا المسار قد يدفع الخليج إلى إعادة هيكلة تحالفاته العسكرية أو التفكير بخيارات ردعية غير تقليدية”.

محلل خليجي متخصص في الأمن الإقليمي (دون ذكر اسم): يرى المحلل أن استهداف إيران لقاعدة العديد في قطر “يمثل تطورًا نوعيًا خطيرًا، وتجاوزًا للخطوط الحمراء في التفاهمات غير المعلنة بين طهران وعواصم الخليج”.

ويضيف: “اختيار قطر، الدولة التي حافظت على علاقات متوازنة مع إيران، يحمل رسالة مزدوجة: الأولى إلى واشنطن بأن الردّ الإيراني سيطال قواعدها، والثانية إلى دول الخليج بأن الحياد لم يعد يحمي أحدًا”.

ويشير إلى أن الرد الخليجي قد لا يكون عسكريًا مباشرًا، لكنه قد يتمثل في إعادة هيكلة التحالفات الأمنية وتسريع الخطوات نحو مظلة دفاعية إقليمية، مدعومة أميركيًا وإسرائيليًا إن لزم الأمر.

خبير روسي: يفغيني كوزنتسوف – معهد موسكو للدراسات الاستراتيجية يرى كوزنتسوف أن الرد الإيراني على قاعدة العديد “لم يكن قرارًا متهورًا، بل رسالة محسوبة لتوسيع رقعة الاشتباك ودفع الولايات المتحدة لإعادة النظر في تكلفة الحرب”.

وأضاف: “طهران لم تعد تقاتل فقط من أجل الهيبة، بل من أجل البقاء، واستهداف البنية التحتية الأمريكية في قطر جزء من استراتيجية ‘الحافة’ التي تهدف لإجبار واشنطن على التفاوض بشروط جديدة”.

باحث إيراني: الدكتور علي رضا مهرداد – مركز الدراسات الجيوسياسية بطهران

أكد مهرداد أن الضربة لم تكن موجهة ضد قطر كدولة، بل ضد “أداة الهيمنة الغربية” المتمثلة في القاعدة الأمريكية هناك.

وقال لـ”اليوم ميديا”: “لا يمكن فهم الضربة خارج سياق تصعيد الردع المتبادل. الرسالة لإسرائيل وواشنطن أن قواعدكم ليست محمية، وحلفاؤكم قد يدفعون الثمن. أما لقطر، فهناك إدراك بأن الغضب سيتلاشى طالما الغطاء الأمريكي هو الهدف الأساسي”.

وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا