image

دونالد ترامب

في تطور دراماتيكي قلب موازين الصراع في الشرق الأوسط، نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التوسط لوقف إطلاق نار شامل بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يومًا من المواجهة التي كادت أن تفجر حربًا شاملة في المنطقة.

مفاوضات خلف الكواليس.. من قاذفات B-2 إلى رسائل قطرية

بدأت ملامح المبادرة الأميركية تتشكل يوم السبت، حين قصفت قاذفات B-2 الأميركية المنشآت النووية الإيرانية بـ14 قنبلة خارقة للتحصينات، مما دفع طهران إلى حافة الانهيار العسكري.
وبحسب مسؤولين في البيت الأبيض، أصدر ترامب تعليمات لمبعوثه ستيف ويتكوف لإبلاغ طهران باستعداده لوقف الحرب والتفاوض. لكن إيران رفضت مبدئيًا وأصرت على “الانتقام” عبر ضرب أهداف أميركية.

قبل الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد في قطر، أبلغ الإيرانيون الأميركيين – عبر قناة قطرية خلفية – بتفاصيل الضربة، مؤكدين أنها ستكون محدودة ولن تستهدف أرواحًا.
وبالفعل، وبعد الهجوم الذي لم يُسفر عن إصابات، أرسلت إيران رسالة ثانية أكدت فيها وقف أي هجمات أخرى على القوات الأميركية.

من الدوحة إلى تل أبيب.. شبكات الوساطة تتقاطع

ردّت واشنطن عبر نفس القناة (القطرية)، معلنة استعدادها للتفاوض، فيما تحدث ترامب مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الإثنين، وطالبه بإنهاء الحرب. وافق نتنياهو بشرط توقف إيران عن إطلاق الصواريخ.

في موازاة ذلك، أجرى ترامب اتصالًا بأمير قطر، بينما تحدث نائب الرئيس الأميركي فانس مع رئيس الوزراء القطري، الذي نقل رسالة وقف إطلاق النار إلى طهران ووضع اللمسات الأخيرة عليه، بما في ذلك التوقيت الرسمي لدخوله حيّز التنفيذ.

وفي الساعة 6:02 مساء بتوقيت واشنطن، أعلن ترامب عبر منصة تروث سوشيال التوصل إلى “اتفاق كامل وشامل” لوقف إطلاق النار، مغردًا بأسلوبه المعتاد:

“بارك الله في إسرائيل، بارك الله في إيران، بارك الله في الشرق الأوسط، وبارك الله في العالم!”

وبحلول الثانية فجرًا بتوقيت واشنطن، أكدت إسرائيل رسميًا التزامها بالاتفاق.

نتائج الحرب: من تراجع إيران إلى انهيار “أسطورة الردع” الإسرائيلي

رغم إعلان الهدنة، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرق الاتفاق خلال الدقائق الأولى. فقد أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ قبل وبعد بدء وقف النار، أسفر عن مقتل مدنيين إسرائيليين، وهو ما كاد يُفشِل الصفقة.

لكن الأثر الأوسع يتجاوز ذلك بكثير، إذ يرى مراقبون أن الضربات الإسرائيلية وجهت ضربة قاصمة لـ”محور المقاومة”، مع تراجع كبير في قدرات حزب الله، وانهيار فعلي لنظام الأسد، وارتباك شديد للميليشيات الموالية لطهران في العراق.

في المقابل، تعرضت إسرائيل لخسائر جسيمة على الصعيد المدني والعسكري. فالصواريخ الإيرانية أصابت تل أبيب، حيفا، ومطار بن غوريون، وسط عجز القبة الحديدية.
وبحسب تقارير استخباراتية، قد تستغرق إيران سنوات لإعادة بناء ترسانتها العسكرية وشبكة وكلائها، لكن إسرائيل هي الأخرى تواجه تداعيات اقتصادية واجتماعية قد تمتد لعقود.

وحدة السياسة – لندن – اليوم ميديا