
أحد موظفي هيئة الهجرة والجمارك في نيوجيرسي
اعتقلت سلطات الهجرة الأمريكية، صباح الأحد، مادونا “دونا” كاشانيان، امرأة إيرانية تبلغ من العمر 64 عامًا، أثناء قيامها بأعمال البستنة خارج منزلها في نيو أورلينز. جاءت عملية الاعتقال على يد ضباط يرتدون ملابس مدنية وفي مركبات غير مميزة، حيث تم تقييدها ونقلها إلى سجن في ولاية ميسيسيبي، ثم إلى مركز احتجاز في جنوب لويزيانا.
وصلت كاشانيان إلى الولايات المتحدة عام 1978 بتأشيرة دراسية، وطلبت اللجوء متذرعة بمخاوف الاضطهاد بسبب علاقات والدها مع الشاه الإيراني المدعوم من واشنطن. رغم رفض طلب اللجوء، منحتها السلطات وقفًا مؤقتًا للترحيل بشرط استيفائها لمتطلبات الهجرة، وهو ما تؤكد عائلتها أنها كانت تلتزم به دائمًا.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان، لم تكن كاشانيان تمتلك سجلًا جنائيًا، ومع ذلك لا تزال محتجزة لدى سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية. وتأتي هذه الاعتقالات في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة بعد الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، حيث أصدرت وزارة الأمن الداخلي بيانًا أكدت فيه اعتقال 11 إيرانيًا في عدة ولايات خلال عطلة نهاية الأسبوع.
عاشت مادونا في نيو أورلينز منذ سن المراهقة، وبنت حياتها هناك على مدار أكثر من أربعة عقود، حيث كانت تشارك وصفات الطهي الفارسية عبر يوتيوب، كما كانت ناشطة في مدارس أبنائها. وتقول عائلتها إن الاعتقال جاء فجأة ودون سابق إنذار، حيث أخبرها الجيران أن العملية استغرقت دقيقة واحدة فقط.
حاولت مادونا تعديل وضعها القانوني عبر الزواج من مواطن أمريكي، لكن طلبها رُفض بسبب اعتبار الحكومة الأمريكية زواجها السابق “احتياليًا”. وأعربت العائلة عن قلقها الشديد بشأن ترحيلها، خاصة في ظل نقص المحامين المتخصصين في قضايا الهجرة في ولاية لويزيانا.
تشير إحصائيات حديثة نشرتها الغارديان إلى زيادة بنسبة 807% في اعتقالات الأشخاص الذين لا يحملون سجلاً جنائيًا منذ تولي إدارة ترامب لفترة ولايته الثانية في يناير الماضي. ويقدر عدد المحتجزين لدى إدارة الهجرة الأمريكية بنحو 59 ألف شخص في منشآت متعددة عبر البلاد.
تأتي هذه الحملة في وقت تشهد فيه السياسات الأمريكية تشددًا متزايدًا تجاه المهاجرين، ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان التي تحذر من مخاطر الانتهاكات والتأثيرات الإنسانية جراء هذه الاعتقالات.
وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا