image

فيما تباهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”نجاح ضربة نوعية” ضد منشآت إيران النووية، تكشف صور الأقمار الصناعية وتصريحات مشرعين مطّلعين أن ما جرى على الأرض قد يكون أبعد ما يكون عن النصر.

فبينما أعلنت واشنطن استهداف منشآت استراتيجية في أصفهان وفوردو ونطنز، رصدت الأقمار الصناعية حركة غامضة عند مداخل الأنفاق العميقة قبل ساعات فقط من القصف، وسط ترجيحات بنقل مواد نووية حساسة إلى أماكن مجهولة.

فهل كانت الضربة مجرد استعراض عسكري؟ وهل خدعت إيران العالم – أم خدعه ترامب؟

كشف خبير الأسلحة النووية، جيفري لويس، لـCNN أن صور الأقمار الصناعية التجارية أظهرت نشاطًا ملحوظًا حول مداخل أنفاق منشأة أصفهان قبيل الضربات.

وأوضح أن أحد مداخل الأنفاق قد تم تطهيره في 27 يونيو، مما يشير إلى احتمال نقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع آخر.

كما أظهرت صور التقطتها شركة Planet Labs أن مدخل نفق آخر ظل مفتوحًا، مما يدعم فرضية نقل المخزون النووي الإيراني قبل تنفيذ الهجوم.

تقييم أميركي: “إعاقة مؤقتة” للبرنامج النووي

أفاد تقييم أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) أن الضربات لم تُدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل أعاقت تقدّمه لعدة أشهر فقط، مع تضرر الهياكل فوق الأرض بدرجة “متوسطة إلى شديدة”. إلا أن مواد اليورانيوم قد تكون لا تزال في العمق، بعيدًا عن متناول القصف الجوي.

انقسام بين المشرعين.. والبيت الأبيض يلتزم الصمت

صرّح السيناتور الديمقراطي كريس مورفي أن بعض قدرات إيران النووية “مدفونة بعمق لا يمكن اختراقه”، بينما أقرّ جمهوريون بارزون كالنائب مايكل ماكول والسيناتور ليندسي غراهام أن التخلص من المواد النووية لم يكن جزءًا من المهمة، وإنما “تعطيل البنية التحتية”.

وقال غراهام: “لا نعلم مكان 900 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب.. لكنها لم تكن ضمن أهداف الضربة”.

اقرأ أيضا

(DIA): حرب الأيام الـ 12.. قراءة في أسرار الانكشاف والتقدم

من جانبه، كرر الرئيس ترامب في تصريحات الجمعة أن “إيران لم تنقل شيئًا من مواقعها قبل الضربة”، رغم تقارير استخباراتية تُشير إلى العكس.

إلى أين تتجه المواجهة المقبلة؟

مع استمرار الغموض حول مصير المواد النووية الإيرانية، تتصاعد الدعوات داخل الكونغرس لمحاسبة طهران، وضمان رقابة شاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على كل غرام من اليورانيوم المخصب، وسط مخاوف من أن إيران قد تكون خطت خطوة جديدة نحو تطوير السلاح النووي في الخفاء.

وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا