image

الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة يصلان إلى قصر باكنغهام (ارشيفية)

في قلب العاصمة البريطانية لندن، وتحديدًا خلف جدران قصر باكنغهام العريق، تدور أعنف الخلافات الملكية التي ظلت لسنوات طويلة طي الكتمان. العائلة المالكة البريطانية تمر بواحدة من أكثر مراحلها اضطرابًا، حيث تتشابك الملفات الشخصية والعائلية مع القضايا القانونية والصحية، لتخلق مزيجًا من التوتر والتصدّع في المؤسسة الملكية.

الأمير هاري والملك تشارلز.. قطيعة مشتعلة

منذ انسحابه من الواجبات الملكية عام 2020، يشهد الأمير هاري قطيعة علنية مع والده الملك تشارلز الثالث، بسبب تجريده من الحماية الأمنية الممولة من الدولة البريطانية. هذه الخطوة دفعت هاري إلى التوجه للمحكمة، مدعيًا أن غياب الأمن يعرض أسرته للخطر، خاصة عند زياراته المحتملة للمملكة المتحدة.
لكن القضاء البريطاني رفض استئنافه في مايو 2025، معتبرًا أن القرار “معقول”، مما زاد من توتر العلاقة بين الأب والابن.

ورغم تصريح هاري المستمر برغبته في المصالحة، إلا أنه أوضح أن والده لم يتحدث إليه منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن أزمة الأمن جعلت اللقاء مستحيلًا. في ظل هذا التباعد، بقيت زيارته الوجيزة للملك خلال تشخيصه بالسرطان عام 2024 بلا مصافحة أو لقاء مباشر، في دلالة رمزية على عمق الجراح العائلية.

اقرأ أيضا

ثروة 18 مليار وعائلة لا تُقهر: أسرار لا تُروى عن الأسرة المالكة البريطانية!

صدام مع الملكة كاميلا.. الصحة في مهب الريح

لا تقتصر التوترات على هاري وحده. فحتى داخل أسوار القصر، تسود حالة من التشنج بين الملك تشارلز وزوجته الملكة كاميلا، التي تعيش قلقًا بالغًا على صحة زوجها بسبب تجاهله نصائح الأطباء، واستمراره في العمل المكثف رغم خضوعه للعلاج الكيميائي.

ووفقًا لتقارير صحفية، ناشدت كاميلا الملك أن يخفض جدول أعماله الصارم، بل توسلته أن يؤجل رحلته إلى أستراليا، إلا أنه تجاهل تلك الدعوات، ما أدى إلى “خلاف مرير” بينهما، بحسب مصادر داخلية وصفت تصرفاته بأنها “عنيدة وخطيرة”.

مهرجان أسكوت: خيبة ملكية علنية

حتى الاحتفالات الملكية لم تكن بمنأى عن الإحباط. ففي مهرجان “رويال أسكوت” الشهير، فشل حصان الملك والملكة في تحقيق الفوز، رغم التوقعات المرتفعة. الحصان الذي عُوّل عليه كثيرًا، احتل المركز التاسع، في لحظة خيبة تمثل نكسة رمزية وسط صخب الخلافات الداخلية.

الإعلام.. صداع مستمر في رأس الأمير

الأمير هاري لا يزال يخوض معارك قانونية مفتوحة مع المؤسسات الإعلامية البريطانية، متهمًا إياها باختراق حياته الخاصة. وتفجرت الانتقادات أكثر عقب نشره مذكراته المثيرة للجدل “الاحتياطي” (Spare) في يناير 2023، والتي كشف فيها أسرارًا حساسة من داخل العائلة، زادت الطين بلّة.

من إعداد: إميلي هاريس – مراسلة الشؤون الملكية
قسم التحقيقات الخاصة | لندن – اليوم ميديا