
تسونامي النظام العالمي الجديد
بينما تنغمس الولايات المتحدة في دعم حروب إسرائيل في الشرق الأوسط، تتجه الأنظار نحو بكين وموسكو، حيث يعمل التحالف الصيني الروسي على إعادة تشكيل النظام العالمي بهدوء وثبات.
يرى مراقبون أن أميركا باتت غارقة في مستنقع الشرق الأوسط، حيث سياساتها تجاه فلسطين وإيران تثير غضب العالم، بينما توظف الصين مشروع “الحزام والطريق” لبناء نفوذها العالمي بلا حروب، وعبر التجارة والشراكات الاستراتيجية.
عالم يتحول بسرعة غير مسبوقة
العالم يعيش سلسلة من التحولات العميقة: ثورات رقمية، تغيرات مناخية، تحولات ديموغرافية وجيوسياسية، وحروب بالوكالة. الرئيس الصيني شي جين بينغ وصف هذه المرحلة بأنها “تغيرات لم تحدث منذ 100 عام”، وهو يرى أن شراكته مع بوتين تقود هذه المرحلة الحاسمة.
أميركا تفقد السيطرة والغرب يتفكك
في مقابل الصعود الصيني والتمدد الروسي، تبدو أميركا عاجزة عن السيطرة على الأحداث. الضربات الأميركية والإسرائيلية على إيران، وحرب إسرائيل في غزة، ومأزق أوكرانيا، جميعها كشفت حدود القوة الغربية. بينما كانت واشنطن تأمل في جذب روسيا ضد الصين، نجد أن موسكو وبكين اقتربتا أكثر من أي وقت مضى.
“دب التنين”.. تحالف مصلحي ضد الهيمنة الغربية
الصين تحتاج إلى الطاقة الروسية، وروسيا تحتاج إلى التكنولوجيا والتمويل الصيني. هذا التكامل يخلق تحالفًا استراتيجياً لمواجهة العقوبات الغربية ويهدد بإزاحة الولايات المتحدة من قيادة النظام العالمي.
في مؤتمر شانغريلا، وصفت مسؤولة الاتحاد الأوروبي هذا التحالف بأنه “أكبر تهديد في عصرنا”.
الانهيار المحتمل للدولار والنفوذ الأميركي
من أبرز ملامح النظام الجديد هو احتمال إزاحة الدولار من موقعه كعملة احتياطية رئيسية في العالم. هذا التغيير سيكشف هشاشة الاقتصاد الأميركي، المثقل بديون تتجاوز 36 تريليون دولار.
التغلغل الصيني في أوروبا وإسرائيل
الصين لا تكتفي بأسواق آسيا وأفريقيا، بل تتغلغل بهدوء في أوروبا وحتى في إسرائيل، عبر شراء شركات تكنولوجيا حيوية، وبناء شراكات استراتيجية. كل ذلك يعزز مكانتها كقوة اقتصادية مهيمنة.
ترامب وسياسات التفكيك
يرى البعض أن سياسات ترامب، سواء في الهجرة أو الجمارك أو دعم اليمين المتطرف في أوروبا، تُضعف الغرب من الداخل. مقابل ذلك، يبني التحالف الروسي الصيني نظامًا عالميًا أكثر انضباطًا من حيث التخطيط بعيد المدى.
هل نحن أمام نهاية العالم أحادي القطب؟
كل المؤشرات تقول نعم. نحن أمام ولادة نظام عالمي جديد، متعدد الأقطاب، يتراجع فيه النفوذ الأميركي، وتصعد فيه قوى جديدة على رأسها الصين وروسيا، بينما أوروبا تتخبط في أزماتها الداخلية وأميركا تتآكل من الداخل.