
المستوطنون يحرقون ويحتلون
بينما تشتعل غزة وتُضرب إيران، تمضي إسرائيل بخطة الضم الزاحف للضفة الغربية عبر تهجير صامت وقضم ممنهج للأراضي.. هل يتحرك العالم قبل فوات الأوان؟
“الضم الزاحف”: كيف تهجر إسرائيل القرى الفلسطينية بهدوء؟
في الوقت الذي تُركّز فيه الأنظار على غزة وإيران، تمضي إسرائيل بهدوء في تنفيذ خطة “الضم الزاحف” للضفة الغربية، عبر سياسات قضم الأراضي والتهجير التدريجي للسكان الفلسطينيين، دون الحاجة لإعلان رسمي أو تصعيد مباشر.
قرية المعرجات.. نموذج صارخ للتهجير القسري
قرية المعرجات الواقعة شمال أريحا تحوّلت إلى مثال حيّ على سياسة إسرائيل الجديدة. خلال الأسابيع الأخيرة، تعرض سكان القرية لعنف منظم شمل اعتداءات مستوطنين، تخريب آبار المياه، ومنع الوصول إلى الأراضي الزراعية. العشرات غادروا قسراً، وسط صمت دولي مريب.
المستوطنون يحرقون ويحتلون.. والفلسطينيون يُجبرون على الرحيل
منظمات حقوقية وثّقت تصاعداً كبيراً في هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية، بإسناد مباشر من الجيش الإسرائيلي. إحراق البيوت، وترويع السكان، ثم السيطرة على الأراضي باسم “أمن المستوطنات”، هي المعادلة الجديدة التي تُستخدم لطرد الفلسطينيين دون قرارات رسمية.
أكبر توسّع استيطاني منذ عقود
في موازاة التهجير، أقرت حكومة نتنياهو أكبر خطة استيطان في الضفة منذ 30 عاماً، تشمل بناء أكثر من 5 آلاف وحدة جديدة. هذا التوسع ليس صدفة، بل يأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية محسوبة لفرض أمر واقع يُنهي فعلياً أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
إدانات دولية وعقوبات شكلية
ورغم الانتقادات المتكررة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن الردود الدولية ما تزال تفتقر لأي إجراءات رادعة. اكتفى بعض المسؤولين الغربيين بـ”القلق العميق”، فيما يستمر التمويل والدعم السياسي لإسرائيل بلا انقطاع.
خطة “الضم الخفي”: من المعرجات إلى كامل الضفة
يرى مراقبون أن ما يحدث ليس سوى بداية لمرحلة جديدة من الصراع: ضم خفي، يلتهم الضفة شبراً شبراً. فبينما تتصدّر الصواريخ العناوين، تُحسم المعركة الحقيقية على الأرض.
مستقبل حل الدولتين في مهب الريح
أمام هذا الواقع، تبدو آفاق “حل الدولتين” أبعد من أي وقت مضى. ومع كل قرية تُهجر بصمت، وكل مستوطنة تتمدد، تقترب إسرائيل من فرض نظام فصل عنصري شامل على كامل الأراضي بين النهر والبحر.