
متداول يراقب شاشاته أثناء عمله في بورصة نيويورك
رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمديد المهلة النهائية لتطبيق الرسوم الجمركية حتى الأول من أغسطس، لم تشهد أسواق الأسهم العالمية تحركات تُذكر، في مؤشر على تريث المستثمرين وترقبهم لمآلات الملف التجاري المتوتر.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب أعلن مساء الاثنين أن الموعد الجديد “ليس حاسمًا تمامًا”، مشيرًا إلى أن إدارته منفتحة على عروض الشركاء التجاريين. لكنه عاد صباح الثلاثاء ليشدد عبر منصاته الاجتماعية على أن “جميع الأموال ستكون مستحقة الدفع” بحلول الموعد النهائي، مؤكدًا عدم وجود نية للتمديد.
وبينما أعاد ترامب فرض رسوم جمركية مرتفعة على عشرات الدول، شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تذبذبًا طفيفًا، وأغلق منخفضًا بنسبة 0.1%. كما سجلت الأسواق الآسيوية، ومنها اليابان وكوريا الجنوبية، مكاسب متواضعة رغم التهديد بفرض رسوم بنسبة 25%.
في اليابان، تسببت ما سُميت بـ”صدمة ياسكاوا” في هزّ ثقة المستثمرين، بعد أن توقعت شركة ياسكاوا إلكتريك انخفاض أرباحها السنوية نتيجة الرسوم. بينما أعلنت شركة سامسونج الكورية انخفاض أرباحها بنسبة 56% في الربع الثاني، ما يُبرز أثر القرارات الأمريكية على الاقتصادات الآسيوية.
ورغم التحذيرات من تداعيات الرسوم، رفع كل من غولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا توقعاتهما لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، معتمدين على مرونة الشركات الكبرى في امتصاص الصدمات باستخدام وفورات التكلفة، وتعديل سلاسل التوريد، ورفع الأسعار.
لكن محللي بنك ING حذروا من أن “حالة عدم اليقين الناتجة عن تقلبات الرسوم قد تُسبب ضررًا اقتصاديًا مماثلًا لما تُسببه الإجراءات الجمركية نفسها”، في ظل غياب وضوح بشأن السياسات الأمريكية التجارية.
ويبدو أن المستثمرين باتوا يتعاملون مع تهديدات الرسوم بوصفها جزءًا من استراتيجية تفاوض قابلة للتأجيل، وليست قرارات نهائية، ما يفسّر الهدوء النسبي في حركة الأسواق.
لندن – اليوم ميديا