image

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في لندن. رسالتهم: "أوقفوا الإبادة الجماعية" نقلا عن نيويورك (صور غيتي)

في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 5 يوليو 2025، يرصد الصحفي مايكل د. شير كيف أن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري على حماس، حزب الله، وإيران، أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى. فبينما تبدو أكثر أمنًا من الناحية العسكرية، تواجه اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وتتعرض لموجة غضب شعبي وسياسي عالمي غير مسبوقة.

غزة.. المأساة التي قلبت الصورة

الرد الإسرائيلي العنيف على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشريد أكثر من مليون شخص. ووفق التقرير، فإن هذه الحرب، التي دمرت أجزاء واسعة من غزة، ساهمت في تآكل صورة إسرائيل في الإعلام الغربي، والجامعات، والمحافل الدولية.

الرهائن والمعارضة الداخلية

رغم المطالبات الشعبية بإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، فضّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تكثيف العمليات العسكرية. ويتهمه كثيرون بالتقاعس في هذا الملف الحساس. وكشف التقرير عن انقسام داخلي حاد، حيث أظهرت استطلاعات أن ثلثي الإسرائيليين يفضلون إنهاء الحرب مقابل استعادة الرهائن.

أزمة دعم غربي وتضامن فلسطيني واسع

أشار التقرير إلى أن دعم الكونغرس الأمريكي لإسرائيل بات محل خلاف، فيما توسعت حركة المقاطعة BDS عالميًا. وارتفعت وتيرة التضامن مع فلسطين، خاصةً في الجامعات الغربية. ففي بريطانيا وحدها، تضاعف عدد أعضاء حملات التضامن ثلاث مرات خلال عام واحد.

التطبيع.. فرصة ضائعة؟

قبل هجوم 7 أكتوبر، كانت هناك مؤشرات على تقارب سعودي-إسرائيلي. لكن تصاعد الحرب نسف هذه المؤشرات، إذ ربطت دول الخليج أي تطبيع بحل القضية الفلسطينية، وهو ما يبدو أكثر بعدًا اليوم.

خاتمة: نصر باهظ الثمن

رغم التفوق العسكري الواضح، تواجه إسرائيل اليوم عزلة دولية متصاعدة وانتقادات لاذعة من بعض أبرز حلفائها. فهل انتصرت إسرائيل؟ نعم، عسكريًا. لكن الثمن كان صورتها أمام العالم واستقرارها الدبلوماسي في المستقبل القريب.

لندن – اليوم ميديا