
من قطاع غزة
في الأيام الأخيرة، أقر قائد ميليشيا “القوات الشعبية“ في غزة، ياسر أبو شباب، بتعاونه العميق مع إسرائيل، وخاصة في جنوب قطاع غزة، حيث يقود مجموعة مسلحة مناهضة لحركة حماس، ويحظى بدعم إسرائيلي يتيح له السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية.
هذه الميليشيا، التي تضم عناصر إجرامية سابقة، تخوض حربًا ضد حركة حماس، مع موجة اغتيالات متبادلة، ويقدم لها جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” دعمًا علنيًا لا يخفيه.
أكثر من ميليشيا.. إسرائيل تدعم قوى منظمة في غزة
كشف موقع “إيبوك” العبري أن ميليشيا أبو شباب ليست الوحيدة المدعومة من إسرائيل، بل تسعى تل أبيب لإنشاء قوى منظمة تتكون من عصابات إجرامية وعشائر مناوئة لحماس، في محاولة لتفجير صراع داخلي وحرب أهلية في القطاع.
ووفق مصادر أمنية إسرائيلية، هناك على الأقل ميليشيتان أخريان تتكونان من عشائر محلية، تتعاون مع إسرائيل منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وتركز تل أبيب على العشائر التي لها ثأر مع حركة حماس منذ سيطرتها على غزة عام 2007.
ميليشيات عشائرية بارزة: حلس وحنيدق
الميليشيات الفلسطينية المتعاونة مع إسرائيل بحسب الموقع هي:
- ميليشيا عشيرة حلس: تتمركز في الأحياء الشرقية لمدينة غزة شمال القطاع، وقوامها أفراد من عشيرة حلس التي كانت تنتمي سابقًا لحركة “فتح”. وتنسق علنًا مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتحظى بدعمها.
- ميليشيا عشيرة حنيدق: تقع في خانيونس، يقودها ياسر حنيدق المنتمي أيضًا لحركة فتح، وتحظى بدعم السلطة الفلسطينية، وهي غريم رئيسي لكتائب القسام الذراع العسكري لحماس.
مصادر أمنية في غزة تشير إلى وجود 3 عشائر أخرى على الأقل تعمل مع إسرائيل فيما يخص توزيع المساعدات الإنسانية.
تقديرات بموجة صراع داخلي دامية للسيطرة على الشارع
وفق تقديرات أمنية إسرائيلية، طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار وإنهاء سلطة حماس في القطاع، ستواصل إسرائيل والسلطة دعم هذه الميليشيات لبناء سلطة بديلة لحماس.
ومع ذلك، تخوض كتائب القسام حربًا ضد هذه الميليشيات، ويبدو أن حماس لن تتسامح مع وجودها، ما ينذر بحرب أهلية دامية في غزة قد تسعى خلالها حماس إلى حسم الموقف سريعًا وإعادة السيطرة على الشارع.
مصير غامض للميليشيات بعد الحرب
يثير موقف هذه الميليشيات المستقبل الغامض تساؤلات حول دور إسرائيل في حمايتها أو التخلي عنها، كما حدث سابقًا مع “جيش لبنان الجنوبي” الذي أسسته إسرائيل ثم تم تفكيكه.
ياسر أبو شباب أكد في مقابلة للإعلام العبري على التنسيق المباشر مع الجيش الإسرائيلي، وأوضح أن العمليات الميدانية تنفذ بمبادرته الشخصية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في القطاع بعد الحرب.
لندن – اليوم ميديا