الاتفاق يأتي في إطار توسيع التعاون بين أنقرة وطرابلس
وقعت ليبيا وتركيا اتفاق تعاون عسكري جديد في 11 يوليو 2025 لتعزيز الشراكة العسكرية بين البلدين، التي باتت تشكل عاملاً محورياً في ميزان القوى الليبي منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011. ويأتي هذا الاتفاق في إطار توسيع التعاون بين أنقرة وطرابلس، بهدف تعزيز القدرات القتالية للجيش الليبي والهيمنة الإقليمية لتركيا في شرق المتوسط.
تفاصيل الاتفاقية العسكرية التركية – الليبية
بحسب بيان رسمي من حكومة الوحدة الوطنية الليبية، قام وكيل وزارة الدفاع عبد السلام الزعبي بزيارة إلى أنقرة حيث التقى وزير الدفاع التركي يسار جولر لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق. وتشمل بنود الاتفاق التعاون في مجالات التدريب العسكري المتقدم، تبادل الخبرات، الدعم الفني واللوجستي، مما يهدف إلى رفع جاهزية وكفاءة الجيش الليبي مهنياً وتقنياً.
خلفية التعاون العسكري التركي في ليبيا
يعد هذا الاتفاق أحدث الخطوات ضمن سلسلة من التفاهمات العسكرية بين أنقرة وطرابلس، والتي بدأت بشكل جدي في عام 2019 حين وقعت تركيا مذكرة دفاع شاملة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً. غطت تلك المذكرة مجالات التدريب، الاستخبارات، الصيانة، الخدمات اللوجستية، مكافحة الإرهاب، ومراقبة الحدود. في نفس العام، أبرمت الدولتان اتفاقية بحرية لإعادة رسم المناطق الاقتصادية الخالصة في شرق المتوسط، ما أثار رفضًا واستنكارًا من قِبل السلطات الليبية الشرقية، وكذلك دول مثل اليونان ومصر وقبرص والاتحاد الأوروبي.
الدعم العسكري التركي وتأثيره في ليبيا
كان الدعم العسكري التركي حاسماً في كسر هجوم خليفة حفتر على العاصمة طرابلس بين عامي 2019 و2020، مما عزز موقف أنقرة كقوة مؤثرة في غرب ليبيا. في المقابل، أفادت تقارير عن تحسين تركيا علاقاتها بحفتر الذي بدأ يعيد النظر في موقفه من الاتفاقية البحرية التي وقعتها أنقرة وطرابلس.
التحليل السياسي والاستراتيجي لاتفاق تركيا وليبيا
وفقًا لتحليل صادر عن منظمة المهد، فإن تركيا تتبع استراتيجية إقليمية متكاملة تدمج بين تحالفات جغرافيا سياسية مع الناتو، واستخدام الأدوات الأيديولوجية والاقتصادية، بالإضافة إلى القوة الناعمة والشبكات الوكيلة لتوسيع نفوذها. ويتضح من الاتفاق الليبي الأخير أن أنقرة تسعى لترسيخ وجودها العسكري والسياسي في المنطقة عبر بناء شراكات ثنائية طويلة الأمد.
تحليل آخر يشير إلى أن نموذج التعاون العسكري التركي في ليبيا يشبه ارتباطاتها في آسيا الوسطى وبنغلاديش وجنوب القوقاز، حيث تستثمر في اتفاقيات عسكرية كجزء من طموحات سياسية واستراتيجية طويلة الأجل لتعزيز دورها الإقليمي.
لندن – اليوم ميديا
