
من فيلم "فرونتير" لجيم كرانتز
“حركة الحصان قوية، وراعي البقر مسيطر تمامًا”… بهذه الكلمات اختصر المصور الأميركي جيم كرانتز جوهر صورة التقطها عام 2014 لصديقه مارك في شمال كولورادو، ضمن مشروعه الشهير “Frontier” الذي بات تجسيدًا بصريًا للقوة والحرية الأميركية.
ورغم أنه لا يركب الخيول، يعترف كرانتز بأن صورة راعي البقر هذه تمثل الحلم الأميركي بعينه: “أتمنى أن أكون ذلك الرجل. كل شيء في الصورة حيّ، رجولي، وقوي. إنها لحظة نشوة وانطلاق، لحظة حرية خالصة”.
رعاة البقر كأيقونة أميركية
نشأ كرانتز وسط حظائر الماشية في جنوب أوماها، حيث كان والده يمتلك متجر أثاث بجوار سوق للمواشي. منذ صغره، انشدّ إلى رعاة البقر، لا بوصفهم مهنة، بل رمزًا للاستقلالية والقوة والهدوء الداخلي. “لقد انجذبت دومًا إلى الشخصيات التي تتحكم في مصيرها”، يضيف كرانتز.
تصوير مثل صناعة الأفلام
لا شيء في صور كرانتز عفوي. يقول: “كل شيء مخطط له بدقة كما في السينما”. اختار مواقع التصوير بعناية، حيث السماء الدرامية والتضاريس القاسية، وحرص على تنسيق ألوان القبعة والسرج والحصان ليصنع مشهدًا متكاملًا بصريًا.
بين أنسل آدامز وجدّه الرسام
تأثر كرانتز بجده الرسام التجريدي، الذي أهداه أول كاميرا وأوصاه بالدراسة على يد أنسل آدامز، أسطورة التصوير الأميركي. وبالفعل، اتصل كرانتز بآدامز مباشرة عبر دليل الهاتف، وبدأ رحلته في عالم التصوير من هناك.
“فرونتير”: المسافة بين المعروف والمجهول
بالنسبة لكرانتز، “فرونتير” ليست فقط عنوانًا، بل فلسفة حياة: “إنها الحافة بين ما نعرفه وما لا نعرفه. هناك أشعر بالحيوية القصوى. حين أضيع قليلًا، يبدأ الإبداع الحقيقي”.
بعد السرقة… انطلاقة جديدة
عام 2007، استولى الفنان ريتشارد برينس على أعمال كرانتز دون إذن، ما اعتبره “انتهاكًا”، لكنه تحول إلى فرصة ذهبية أعادت تعريف مسيرته، وجعلته يعبر عن رؤيته للغرب الأميركي بطرق أكثر جرأة واستقلالية.
خلاصة
صورة واحدة التُقطت في كولورادو جمعت بين الأسطورة والرمز والإلهام. إنها ليست مجرد لقطة لرجل فوق حصان، بل تجسيد لرغبة عميقة في الحرية والانفصال عن ضجيج العالم. جيم كرانتز لا يلتقط صورًا فقط؛ إنه يُشكّل سردًا بصريًا لعالمٍ أميركيٍ يتلاشى أمام أعيننا.
لندن – اليوم ميديا