
أوبك
تتبنّى منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى زيادة حصتها في سوق النفط العالمية، رغم التحديات الجيوسياسية واضطرابات الإمداد. ورغم قرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج، تواصل أسعار الخام الارتفاع، في مفارقة تسلّط الضوء على عوامل تتجاوز العرض والطلب.
وفق تقرير نشره موقع “Oil Price” اليوم الأحد، فإن استراتيجية أوبك تركز على الحفاظ على تماسك المجموعة واستثمار مرونة الطلب العالمي على النفط، وسط توقعات متناقضة بشأن بلوغ ذروة الاستهلاك.
وقال الأمين العام للمنظمة، هيثم الغيص، خلال مؤتمر في كندا الشهر الماضي:
“لا توجد ذروة في الطلب على النفط في الأفق، بل سيستمر الطلب في النمو مع تزايد عدد سكان العالم.”
وأشار إلى أن أوبك ستكون مستعدة دائمًا لتوفير الإمدادات اللازمة.
الرهان على المدى الطويل
أوبك تراهن على لعبة زمنية، حيث ترى أن إشارات الطلب القوي تعوّض عن زيادة إنتاج “أوبك+” المرتقبة في أغسطس. واللافت أنه، ورغم تلك الزيادة، لم تنخفض الأسعار، مما يعكس أن الأسواق لا تزال قلقة من تطورات جيوسياسية مثل:
- التوترات الأميركية الصينية
- العقوبات ضد روسيا
- حرائق الغابات في كندا
- الانخفاض الحاد في الاكتشافات النفطية الجديدة خارج أوبك
هل هي حرب أسعار ضد النفط الصخري الأميركي؟
بعض المحللين يرون أن تحركات أوبك الأخيرة تهدف إلى خنق النفط الصخري الأميركي، بينما يرى آخرون أنها محاولة لإرضاء إدارة ترامب بإغراق السوق.
لكن منظمة أوبك لم تعلّق رسميًا على تلك التحليلات. ومع ذلك، ووفق تقرير “Oil Price”، فإن واقع السوق يُظهر أن:
“أوبك تعيد ضخ البراميل تدريجيًا دون انهيار في الأسعار، في ظل دعم العوامل الجيوسياسية.”
استعادة الحصة السوقية
المجموعة تسعى لتعويض سنوات خفض الإنتاج التي فقدت خلالها جزءًا من حصتها، وفق محللين مثل فرانسيسكو بلانش من بنك أوف أمريكا، الذي وصف الوضع بـ:
“حرب أسعار طويلة وضحلة، وليس صدمة قصيرة.“
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي هو الضغط على المنافسين، خاصة منتجي النفط الصخري ذوي التكلفة الأعلى.
اختلال داخلي… وتماسك مطلوب
بحسب تقرير من شركة “Kpler”، تعاني أوبك من تزايد حالات عدم الامتثال من بعض الأعضاء، ما دفع المنظمة إلى إعادة ترتيب أولوياتها، وإعادة البراميل بشكل منظم لتفادي فوضى في السوق.
العوامل الجيوسياسية: كلمة السر في الأسعار
منطقة الشرق الأوسط تلعب دورًا كبيرًا في دعم أسعار النفط:
- تهديدات إيرانية بشن ضربات على قواعد أميركية
- عقوبات أميركية وأوروبية جديدة تستهدف الطاقة الروسية
- تباطؤ الاكتشافات الجديدة كما ذكرت فاينانشيال تايمز نقلًا عن تقرير غولدمان ساكس
فمنذ عام 2020، لم تتجاوز الاكتشافات النفطية غير الصخرية 2.5 مليار برميل سنويًا، مما يعكس شحًا متزايدًا في المعروض خارج أوبك.
لندن – اليوم ميديا