انخفضت حيازات الصين من سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2009، مسجلة 756.3 مليار دولار في مايو 2025، مع استمرار الاتجاه التنازلي للشهر الثالث على التوالي. يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وسط جهود صينية متزايدة لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتعزيز عملتها المحلية اليوان.
خفضت الصين تعرضها للدين الأمريكي بنحو 1.9 مليار دولار خلال أبريل ومايو، متراجعة إلى المرتبة الثالثة بعد اليابان والمملكة المتحدة كأكبر حاملي سندات الخزانة الأمريكية. يأتي هذا التخفيف في إطار استراتيجية شاملة لتنويع الاحتياطيات وتوجيهها نحو أصول أكثر استقرارًا مثل الذهب والمعادن الاستراتيجية.
ويؤكد الخبراء أن الصين تسعى لاستخدام فائضها التجاري في دعم الواردات من السلع الرأسمالية عالية التقنية، حتى لو تطلب الأمر إدارة عجز تجاري مؤقت. في ظل الأوضاع العالمية المتقلبة، تهدف بكين إلى إعداد خطط طوارئ مالية لتجنب أزمات محتملة ترتبط بالدولار الأمريكي.
على صعيد متصل، تسعى الصين لتعزيز تدويل اليوان الرقمي، حيث أعلن محافظ بنك الشعب الصيني بان غونغ شنغ عن خطط لإنشاء مركز لتبادل اليوان الرقمي دوليًا، بهدف تخفيف الاعتماد المفرط على الدولار في التجارة العالمية، خصوصًا مع اتساع تحالف بريكس الذي يضم دولًا تسعى لإنشاء عملة مشتركة بديلة.
تتزامن هذه التحركات مع توترات تجارية وعقوبات غربية متصاعدة، حيث تهدد واشنطن بفرض تعريفات إضافية على أعضاء مجموعة بريكس، مما يعمّق التحول الصيني نحو نظام مالي متعدد الأقطاب بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.
لندن – اليوم ميديا