أعلنت الولايات المتحدة رسميًا انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعتبارًا من 31 ديسمبر 2026، اعتراضًا على قبول فلسطين كدولة عضو في المنظمة. وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا القرار يأتي بسبب اعتبارها إدراج فلسطين “إشكاليًا للغاية” ويسهم في “انتشار الخطاب المعادي لإسرائيل”.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التوترات بين واشنطن واليونسكو، حيث كانت الولايات المتحدة قد غاضبت بشدة عام 2011 عند منح فلسطين العضوية الكاملة رغم معارضة إسرائيل، حليفة واشنطن الأساسية. وترى الإدارة الأمريكية أن الاعتراف بفلسطين يجب أن يكون نتيجة اتفاق سلام شامل وليس عبر مؤسسات الأمم المتحدة.
الانتقادات الداخلية وتقييم البيت الأبيض
قال تامي بروس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن اليونسكو تركز على قضايا اجتماعية وثقافية “مثيرة للانقسام” وتتبع أجندة تنمية مستدامة “عولمية وأيديولوجية” تتعارض مع سياسة “أمريكا أولًا”. وأظهرت مراجعة داخلية لعضوية الولايات المتحدة بالمنظمة وجود تحيز مؤيد لفلسطين والصين، بالإضافة إلى تركيز مبالغ فيه على سياسات التنوع والإنصاف.
ردود الأفعال الدولية
رحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون سار بالقرار، معتبرًا أن اليونسكو تنحاز ضد إسرائيل. من جهتها، رفضت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، الاتهامات، مؤكدًة أن المنظمة تعمل بنزاهة خصوصًا في مجالات التوعية بالهولوكوست ومكافحة معاداة السامية.
وقالت أزولاي: “أشعر بأسف شديد لقرار الانسحاب الذي يتعارض مع قيم التعددية”، مشيرة إلى تأثير القرار على الشركاء الأمريكيين والمجتمعات التي تسعى لحماية مواقع التراث العالمي.
تاريخ الانسحابات الأمريكية من اليونسكو
كانت الولايات المتحدة من الأعضاء المؤسسين لليونسكو عام 1945، لكن هذا الانسحاب هو الثالث في تاريخها. انسحبت أول مرة في 1983 خلال إدارة رونالد ريغان، التي اتهمت المنظمة بالتحيز المناهض للغرب. وعادت في 2003 مع جورج دبليو بوش، ثم انسحبت مجددًا في 2017 خلال إدارة ترامب بسبب تصنيف مواقع فلسطينية في الضفة الغربية كمواقع تراثية فلسطينية، مع انتقادات مستمرة لتحيز المنظمة ضد إسرائيل.
وفي 2023، أعادت إدارة بايدن الولايات المتحدة عضويتها مقابل دفع مستحقات مالية تقدر بـ619 مليون دولار، في خطوة لمحاربة النفوذ الصيني المتزايد داخل المنظمة.
لندن – اليوم ميديا