image

ماكرون وعباس

في خطوة تاريخية أربكت الحسابات الإسرائيلية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال ماكرون في منشور عبر منصاته الرسمية مساء الخميس:

“تمشيًا مع التزام فرنسا التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررنا الاعتراف بدولة فلسطين”.

هذا الإعلان يأتي وسط تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وتصاعد الأصوات الغربية المطالِبة بإنهاء الاحتلال والبدء بحل الدولتين.

نتنياهو يرد بغضب ويهاجم ماكرون

ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعنف على إعلان ماكرون، معتبرًا الخطوة “مكافأة للإرهاب”.
وقال نتنياهو في منشور غاضب على وسائل التواصل:

“ندين بشدة قرار الرئيس ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية بجوار تل أبيب بعد مذبحة أكتوبر. إنها خطوة تُكافئ الإرهاب وتخلق وكيلًا جديدًا لإيران كما حدث في غزة”.

وأكد أن هدف الحرب المستمرة على غزة هو “الإطاحة بحماس ونزع سلاحها”، مشيرًا إلى أن الحركة قتلت 1200 شخص واختطفت 250 آخرين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا يزال نحو 50 رهينة محتجزين في القطاع، يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.

أزمة غزة: مجاعة تُعجّل الاعتراف بالدولة

بينما تصف منظمات الإغاثة الوضع في غزة بـ”الكارثي” وسط مجاعة متفاقمة، يرى مراقبون أن الاعتراف الفرنسي ليس فقط ردًّا سياسيًا، بل خطوة إنسانية تعكس فشل المجتمع الدولي في وقف المجازر.

ويبدو أن باريس أرادت توجيه رسالة واضحة بأن الاحتلال ليس خيارًا دائمًا، وأنه آن الأوان لإنهاء العقاب الجماعي لمليوني إنسان في غزة.

هل تتبعها بريطانيا وألمانيا؟ وترامب في الزاوية

الاعتراف الفرنسي قد يكون مقدمة لتحول أوروبي أوسع، مع توقعات متزايدة بأن تلحق كل من ألمانيا وبريطانيا بالخطوة، ما سيضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موقف حرج، باعتباره الراعي الأبرز للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي.

وبذلك، يصبح البيت الأبيض معزولًا دوليًا في الأمم المتحدة، وتُحرج دول التطبيع في الخليج والمغرب أمام شعوبها، ما يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية سياسيًا وأخلاقيًا.

ويرى مراقبون أن هذه التحولات قد تجعل من الوساطة الأميركية في الشرق الأوسط أمرًا غير مقبول لا شعبيًا ولا دبلوماسيًا، وتُضعف فعليًا قدرتها على التأثير في الملفات الساخنة مثل غزة ولبنان وسوريا.

لندن – اليوم ميديا

    اليوم ميديا، موقع إخباري عربي شامل، يتناول أبرز المستجدات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، ويتبع شركة بيت الإعلام العربي في لندن. 

    جميع الحقوق محفوظة © ARAB PRESS HOUSE