
الدكتور أحمد الطيب
في تصعيد غير مسبوق، شنت وسائل إعلام إسرائيلية هجومًا عنيفًا على مؤسسة الأزهر الشريف وشيخها الإمام أحمد الطيب، على خلفية البيان شديد اللهجة الذي أصدره الأزهر بشأن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، قبل أن يتم حذفه لاحقًا، في خطوة وُصفت بأنها “نادرة ومثيرة للجدل”.
موشيه إلعاد: الأزهر أصبح “وزارة خارجية موازية”
الخبير الإسرائيلي والضابط السابق في الجيش، موشيه إلعاد، صرّح لصحيفة معاريف أن الأزهر يقود الخطاب المعادي لإسرائيل في مصر، وأن الإمام الأكبر هو أحد أبرز الأصوات الرافضة للعدوان. وقال:
“حوالي 110 ملايين مصري يستمعون لفتاوى الأزهر ويؤمنون بمرجعيته. وخطابه تجاه إسرائيل خلال حرب غزة كان أكثر صراحة وحدة من أي وقت مضى”.
وأضاف أن الأزهر نشر عشرات البيانات التي أدانت الجيش الإسرائيلي، مستخدمًا أوصافًا حادة مثل:
“ذئبٌ مسعور، قاتلٌ، يتلذذ بأكل لحوم الأطفال وشرب دماء الأبرياء دون رادع أو محاسبة”.
حذف البيان.. ضغط حكومي أم مبادرة داخلية؟
بحسب إلعاد، فإن الدولة المصرية تدخلت لحذف بيان الأزهر الأخير، والذي وصف التجويع المتعمد في غزة بأنه “جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”.
لكن الأزهر الشريف أوضح في بيان لاحق أن سحب التصريح كان “قرارًا مستقلًا من المؤسسة الدينية”، مراعاة لسير المفاوضات الجارية بشأن هدنة إنسانية.
وقال بيان الأزهر:
“إن مبادرة الإلغاء جاءت بدافع المسؤولية أمام الله، لتجنب التأثير على جهود وقف إطلاق النار وإنقاذ الأرواح البريئة”.
إلعاد: العداء لإسرائيل في الشارع المصري أعمق مما يُقال علنًا
وفي تحليله الأوسع للعلاقات بين الدين والسياسة في مصر، أشار إلعاد إلى أن العداء لإسرائيل في الشارع المصري راسخ وعميق، لدرجة أن العسكريين فقط هم من يلتزمون الصمت بحكم مناصبهم.
وأضاف:
“لم يُظهر أي مسؤول إسرائيلي علنًا استياءه من هجوم الأزهر، لأن الحفاظ على اتفاقية السلام مع القاهرة يبقى أولوية استراتيجية”.
ما الذي قاله بيان الأزهر قبل حذفه؟
جاء في البيان المحذوف من الأزهر:
“التجويع الممنهج لأهالي غزة والاعتداء على ملاجئ النازحين ومراكز توزيع المساعدات جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث”.
وتابع:
“ندعو إلى تحرك دولي حاسم لإنقاذ سكان غزة من كارثة إنسانية صنعها الاحتلال، بدمٍ بارد ولامبالاة بشعة”.
هل تصدّعت العلاقة بين الأزهر والدولة؟
يشير إلعاد إلى أن حذف البيان يكشف عن توتر محتمل بين الحكومة المصرية والمؤسسة الدينية، رغم النفي الرسمي، وهو ما قد يعكس صراعًا داخليًا على إدارة الخطاب تجاه إسرائيل في هذه المرحلة الحرجة.
لندن – اليوم ميديا