اليهود يطالبون بإغاثة غزة… وأميركا تعتقلهم!

قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن العشرات من الحاخامات اليهود المنتمين إلى التيار اليساري في الولايات المتحدة اعتُقلوا في العاصمة واشنطن ومدينة نيويورك، على خلفية تنظيمهم احتجاجات تطالب بإنهاء الحصار المفروض على غزة وتقديم مساعدات غذائية عاجلة للسكان.
وفي خطوة رمزية، دخلت مجموعة مكونة من 27 حاخامًا من منظمة “اليهود من أجل المساعدات الغذائية لشعب غزة” إلى مكتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري جون ثيون، في الساعة 11:10 صباحًا، حيث رفعوا لافتات كتب عليها: “الحاخامات يقولون: احموا الحياة!” “الحاخامات يقولون: أوقفوا الحصار!”
نصوص مقدسة وأناشيد جنازات داخل مكتب السيناتور
وأثناء الاعتصام داخل المكتب، ألقت إحدى الحاخامات كلمة قالت فيها:
“نحن هنا لنطالب المسؤولين المنتخبين بحماية الحياة وإنهاء المجاعة التي تطال الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين في غزة”.
ثم تلا اثنان من الحاخامات مقتطفًا من سفر “مراثي إرميا”، وهو نص يُتلى خلال يوم الصيام اليهودي تيشا بآف، وتضمّن الآية:
“الأطفال الصغار يستجدون الخبز، ولا يعطيهم أحد كسرة”.
بعدها بدأوا بإنشاد المزمور الثالث والعشرين بلحن يُستخدم في الجنازات التقليدية، قبل أن تتدخل شرطة الكابيتول لاعتقالهم وإخراجهم من مبنى مجلس الشيوخ.
“كل الأرواح مقدسة”… رسالة الحاخامات من قلب واشنطن
أصدرت الحاخامة أليسا وايز، المديرة المؤسسة لمنظمة “الحاخامات من أجل وقف إطلاق النار”، بيانًا قالت فيه:
“هذه مسألة تتعلق بالحياة والموت. مسؤوليتنا الروحية كيهود وكحاخامات هي حماية الحياة. فكل الأرواح مقدسة، لكن الأرواح الفلسطينية لا يُنظر إليها كذلك. هذه وصمة على ضميرنا الإنساني الجمعي”.
احتجاجات في نيويورك واعتقالات جديدة أمام القنصلية الإسرائيلية
وفي اليوم السابق، تم اعتقال ثمانية حاخامات آخرين خلال وقفة نظمتها منظمتا “توراه” و**”جويش أجندا”** أمام القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، بمشاركة مئات المتظاهرين.
طالبت المظاهرة بـ:
- إنهاء الحرب في غزة
- تقديم مساعدات إنسانية عاجلة
- إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين
وقد نُقل الحاخامات المعتقلون إلى سجن في مانهاتن، حيث احتُجزوا لأكثر من ساعتين قبل إطلاق سراحهم. وكتب الحاخام إيفان تريلور عبر إنستغرام:
“أنا بخير. وسأواصل التحدث والعمل من أجل إنهاء المجاعة في غزة، وإعادة الرهائن، وإنهاء الحرب، وتحقيق السلام الحقيقي لجميع الناس في إسرائيل وفلسطين”.
عودة لاحتجاجات العام الأول من الحرب على غزة
يُذكر أن عددًا من هؤلاء الحاخامات كانوا قد شاركوا في احتجاجات مماثلة خلال العام الأول من الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي نادت بوقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين. ومع استمرار الحرب وتفاقم أزمة المجاعة، تجددت التحركات اليهودية المطالِبة بالتدخل الإنساني.
آلاف التوقيعات اليهودية لمناهضة الحصار
خلال الشهرين الماضيين، وقع أكثر من 23,500 يهودي أميركي، من ضمنهم أكثر من 750 حاخامًا، وأكثر من 100 كنيس ومنظمة يهودية، على بيان بعنوان:
“Jews for Food Aid for People in Gaza” (اليهود من أجل المساعدات الغذائية لشعب غزة).
كما وقع أكثر من ألف حاخام حول العالم على رسالة مفتوحة تطالب إسرائيل بوقف استخدام المجاعة كسلاح في الحرب، وهو الاتهام الذي ترفضه الحكومة الإسرائيلية بشدة.
الصوت اليهودي يتحدّى الرواية الرسمية
تؤكد هذه الاحتجاجات المتواصلة أن الصوت اليهودي في أميركا لم يعد موحدًا خلف السياسات الإسرائيلية، بل يشهد تحولًا أخلاقيًا وإنسانيًا واسعًا، يدعو إلى الاعتراف بمعاناة الفلسطينيين وإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة.
لندن – اليوم ميديا